المنتخب التونسي لاقل من 17 سنة ينهزم وديا امام نظيره الشيلي    المريض يدفع الفاتورة .. الصيدليات توقف التعامل مع «الكنام»    جلسة حول تنفيذ الميزانية    عاجل/ تعليق نشاط المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لمدة شهر..    نابل: 270 ألف طن توقّعات إنتاج القوارص    مناقشة مبادرة التصرف في الأراضي الدولية    في قضية التآمر على أمن الدولة 1 ..عميد المحامين يرفض محاكمة المتهمين عن بعد    تونس تحتضن النسخة الخامسة من رالي فينيكس الدولي    تنشط بين ليبيا وتونس: تفكيك شبكة دولية لترويج المخدرات    ملتقى حول الشيخ الطاهر بن عاشور    أولا وأخيرا: خلاص الفاتورة في الدورة    40 دينار للعلوش و32 للبقري... منظمة الدفاع عن المستهلك تدق ناقوس الخطر    القيروان المخبر الوطني لصيانة وترميم الرقوق و المخطوطات اشعاع عربي وأفريقي    الوسلاتية: ضبط شاحنة محمّلة ب21 رأس غنم مسروقة من ولاية منوبة    لجنة فلسطين في البرلمان العربي تبحث مستجدات الأوضاع وتدعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار في غزة    جندوبة: افتتاح الدورة الأولى للمهرجان الدولي للأثر البيئي بجامعة جندوبة    الكاف: يوم إعلامي حول آليات اختيار أصناف البذور الفلاحية الملائمة في مجال زراعة الحبوب    المنظمة التونسية لارشاد المستهلك تؤكد ضرورة احترام الالتزامات القانونية لمسدي خدمات العمرة    دراسة علمية صادمة : العمل لساعات طويلة يؤثر على دماغك وعلى صحتك النفسية    صدور مجلة "جيو" الفرنسية في عدد خاص بالتراث التونسي    تطاوين: رمادة المحطة الاولى في الجهة للمبادرة الوطنية التشاركية حول الوقاية من السلوكيات المحفوفة    صادم: 25% من التوانسة بش يمرضوا بالسكّري    لتحسين النوم.. هذه الفترة اللازمة لتناول المغنيزيوم    "غزة في عيون تونس" مبادرة فنية تشكيلية لتفعيل دور الفن كوسيلة للمقاومة    السبيخة: صياد يصيب طفلا بطلق ناري على وجه الخطأ    للتوانسة: الأفوكادو والمنڨا صاروا في نابل!    قبلي: حجز واتلاف كمية من الاعلاف الحيوانية وتنظيف خزانات ومحطات تحلية المياه    درة ميلاد: قطاع النقل الجوي فوّت على السياحة فرصا كبرى وخاصة في الجنوب التونسي    عاجل/ حالة إحتقان بهذه الجهة بعد حادث مرور قاتل    عاجل/ زبيّر بيّة يستقيل من رئاسة النجم الساحلي    عاجل في تونس: تخصيص ألف مسكن لمنظومة ''الكراء المملّك'' في 2026    أحدهم كان في طريقه للجزائر.. القبض على اثنين من عصابة متحف اللوفر    خطير: نصف الأرصفة في العاصمة "مُحتلّة"!!    بالفيديو: مروى العقربي تُعلن ارتباطها رسميّا    عاجل : النادي الإفريقي يعلن عن تعليق فوري لعضوية محمد الشافعي بسبب بهذه التجاوزات    سليانة: تلقيح أكثر من 50 ألف رأس من الأبقار ضد الحمى القلاعية والجلد العقدي    كأس الكاف: قائمة الفرق المتأهلة إلى دور المجموعات    بالفيديو : صوت ملائكي للطفل محمد عامر يؤذن ويقرأ الفاتحة ويأسر قلوب التونسيين...من هو؟    عاجل/ الإطاحة بمروّع النساء في جبل الجلود    رسالة من صاحبة "أكبر شفاه في العالم"    زواج إليسا ووائل كفوري: إشاعة أم حقيقة؟    شوفوا أحوال الطقس : تقلبات جوية بداية من ليلة الخميس    فيروس ''ألفا'' ينتشر في تونس: أعراض تشبه ل''القريب'' وماتنفعش معاه المضادات الحيوية!    صحة التوانسة في خطر: حجز عُلب طماطم ''منفوخة''    برنامج "The Voice" يعود من جديد.. ومفاجأة في تشكيلة لجنة التحكيم    البطولة العربية للأندية النسائية لكرة اليد - اربعة اندية تونسية في الموعد من 1 الى 9 نوفمبر المقبل بالحمامات    تحطم طائرتين تابعتين للبحرية الأمريكية وسقوطهما في بحر الصين    مفاعل نووي في السماء.. روسيا تطلق صاروخا لا يُقهَر    الكاميرون: قتلى في احتجاج قبيل إعلان نتائج انتخابات الرئاسة    كيف سيكون طقس الاثنين 27 أكتوبر؟    هيئة أسطول الصمود تكشف عن مصير تبرّعات التونسيين.. #خبر_عاجل    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مقابلات الدفعتين الأخيرتين للجولة الحادية عشرة    هجمات بمسيّرات تستهدف العاصمة الروسية.. وإغلاق مطارين    عاجل: بطولة العالم للتايكوندو بالصين: البطل فراس القطوسي يترشح إلى الدور الثمن النهائي    ترامب يغادر ماليزيا إلى اليابان بعد مراسم وداع مميزة في مطار كوالالمبور    نهار الأحد: سخانة خفيفة والنهار يتقلّب آخر العشية    مصر.. تعطل الدراسة في 38 مدرسة حرصا على سلامة التلاميذ    زحل المهيب: أمسية فلكية لا تفوت بتونس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصريا..علماء آثار من تونس وأمريكا وأوروبا يفجرون مفاجأة
نشر في الشروق يوم 03 - 05 - 2019


تونس (الشروق)
أكد الباحث أحمد قضوم مختص في الاثار البحرية وتحت مائية، أن وفرة الموارد المعدنية في تونس كانت وراء صمود قرطاج خلال الحروب البونية الطويلة التي خاضتها ضد اليونان والرومان بين 600 و146 ق م، مشيرا الى أن نتائج البحث الذي قام به ضمن فريق من علماء الآثار في موقع أوتيك الاثري بولاية بنزرت من 2012 الى غاية 2015 أثبتت القوة الاقتصادية الهائلة والاستثنائية لقرطاج في تلك الحقبة. وكشف الباحث في سبق صحفي ل"الشروق" أن من ضمن الاكتشافات المفاجئة التي توصل اليها فريق البحث أن قلعة الأندلس كانت عبارة عن جزيرة خلافا لما هي عليه الآن .
وكشف فريق من علماء الآثار والباحثين في التاريخ القديم والوسيط من خلال نتائج بحث نشروها يوم الاثنين الماضي 29 أفريل في مجلة PNAS العلمية الأمريكية، أن قوة اقتصاد قرطاج خلال الحروب البونيقية وصمودها طيلة هذه الفترة، يعودان الى وفرة الموارد المعدنية التي كان يستغلها القرطاجيون من المناجم الداخلية في شمال البلاد، لمقاومة الأعداء ودفع تعويضات الحرب. واكتشف الفريق من خلال تقنية تنقيب جديدة تم اعتمادها في البحث بمحيط موقع أوتيك الأثري في بنزرت، أن نسبة مادة الرصاص الموجود في الطمي المستخرج من عمق 20 مترا في المنطقة، ترتفع حسب وضع البلاد في ذلك الوقت. اذ تبين أن نسبة الرصاص تنخفض في فترات الاستقرار وترتفع خلال الحروب والأزمات .
وأكد البحث أن قرطاج كانت تتمتع باقتصاد استثنائي في المنطقة، وخصوصا في فترات عدم الاستقرار، وهوما يفسر قدرتها على خوض الحروب ودفع التعويضات في آن واحد، وذلك لوفرة الموارد المعدنية التي كانت تستخرجها من المناجم مثل الرصاص والفضة والحديد.
المواني القديمة في أوتيك
وانطلق البحث الذي نشرت آخر نتائجه يوم الاثنين الماضي 29 أفريل 2019 في موقع PNAS (Proceedings of the National Academy of Sciences) وهومجلة علمية أمريكية، عام 2012 في محيط موقع أوتيك الأثري بولاية بنزرت. وامتد الى غاية 2015. وشارك فيه من تونس الباحث أحمد قضوم مختص في الاثار البحرية وتحت مائية والباحث عبدالحكيم عبيشو من جامعة 9 أفريل مختص في ال « جيومورفولوجيا « والباحث عماد بن جربانية من المعهد الوطني للتراث ومحافظ موقع أوتيك مختص في الآثار البونية ، الى جانب الباحثين هيغوديليل (Hugo Delile) وجان بليشار - توف ( Janne Blichert-Toft) وجان فيليب قواران (Jean-Philippe Goiran) من فرنسا، وإليزا بلوجير
(Elisa Pleuger) وناتالي فاجال (Nathalie Fagel) من بلجيكا، وإليزابيث فنترس (Elizabeth Fentress) مختصة في التاريخ الوسيط من الولايات المتحدة الامريكية وأندرو.آي. ويلسن (Andrew I. Wilson) من جامعة اكسفورد البريطانية مختص في الآثار الرومانية .
ويخص البحث المواني القديمة في أوتيك التي تعتبر حسب الباحث أحمد قضوم الأخت الكبرى لقرطاج. اذ يعود تأسيسها الى ما قبل قرطاج. وتعتبر من أقدم المستعمرات الفينيقية في شمال أفريقيا .
سر قوة قرطاج
وكشف الباحث التونسي احمد قضوم ل « الشروق « أن فريق البحث اعتمد في عملية التنقيب، لاول مرة في تونس، ما يعرف بتقنية الاسبار الميكانيكية (technique de carottage scientifique) لاستخراج الطمي والترسبات المتأتية من نهر مجردة في اتجاه قلعة الأندلس وغار الملح وسبخة أريانة. وأوضح أن الفريق قام ب 8 أسبار في محيط الموقع الاثري بأوتيك في عمق 19 و20 مترا، مشيرا الى ان أوتيك القديمة كانت مدينة ساحلية غمرها طمي مجردة على امتداد 12 كلم. وذكر الباحث أنه بعد تحليل الطمي المستخرج من عمق الأرض تبين أن نسبة الرصاص فيه متفاوتة من طبقة الى أخرى، بمعنى انها ترتفع في طبقة وتنخفض في أخرى. وهذا يعني حسب ما توصل اليه فريق البحث أن نسبة الرصاص تتغير حسب وضع البلاد في ذلك الوقت. فهي تنخفض في فترات الاستقرار وترتفع خلال الحروب والازمات بسب الاستغلال المكثف للموارد المعدنية من المناجم، سواء لصناعة الأسلحة أو لصك العملة. وشدد الباحث على اكتشاف نسبة كبيرة جدا من الرصاص وسط الطمي خلال فترة صك أول عملة في قرطاج خلال القرن الرابع قبل الميلاد، مما يعني انه تم استغلال الموارد المعدنية بشكل مكثف في ذلك الوقت. وأوضح الباحث أنه في كل مرة تقوم فيها قرطاج بمجهود حربي يرتفع حجم الاستغلال للمناجم الممتدة على طول نهر مجردة وذلك خلال الحرب مع اليونان (480 - 307 ق م) والحرب مع روما (264 - 146). وأكد الباحث أن قرطاج كانت لها القدرة على خوض الحروب ودفع التعويضات وتصنيع الأسلحة والسفن.
قلعة الأندلس كانت جزيرة
وأكد الباحث أحمد قضوم أن العمل العلمي الذي قاموا به يبين أن أكبر عملية استغلال للمعادن (رصاص وفضة وحديد) من قبل القرطاجيين كانت في النصف الثاني من القرن الرابع وبداية القرن الثالث ق م. وهوما ساهم حسب تعبيره في إنشاء عملة قرطاجية سمحت بإرساء اقتصاد عتيد. وشدد الباحث على المخزون المنجمي الكبير الذي كان متوفرا لدى قرطاج والذكاء البشري الذي ميّز شعبها وقادتها في ذلك الوقت.
وختم أحمد قضوم حديثه ل"الشروق" بسبق صحفي من نتائج البحث الذي قاموا به في أوتيك، وقال إنه سينشر حصريا في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences الامريكية بعد أشهر. وهواكتشاف أن قلعة الاندلس الواقعة شمال شرقي ولاية أريانة كانت في فترة ما جزيرة تفصلها عن اليابسة عديد الكيلومترات من مياه البحر. ولم يعط الباحث أكثر تفاصيل عن هذه الفترة بسبب التعاقد الحصري مع المجلة الأمريكية .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.