بعد تفسير التحرير والتنوير للشيخ محمد الفاضل بن عاشور تدعمت المكتبة التونسية بتفسير أخر هو أحدث تفاسير القرآن الكريم الذي ألفه فضيلة الشيخ محمد المختار السلامي مفتي الجمهورية السابق والذي نشرته دار تونس للنشر في ستة أجزاء في طبعة أنيقة . ويقول الشيخ مختار السلامي في تقديمه لتفسير القرآن الكريم الذي أختار له عنوان نهج البيان في تفسير القرآن أن هناك دوافع كثيرة جعلته يقدٌم على تفسير القرآن الكريم ويقول في هذا السياق « إذا نظرنا الى المجتمعات آليوم فإننا نجد أن التعليم قد أنتشر ، فغزا الأميٌة ودحرها .وأن عددا غير قليل من المتعلمين يرغبون رغبة صادقة في فهم القرآن وجمع التأنس بتلاوته إلى إدراك معانيه إدراكا سليما ينفذ الى عقولهم فيهديها سواء السبيل ، وإلى مشاعرهم فيهذبها ويعليها ، وإلى أرواحهم فيوقظها ويجليها بنوره ، فتشع على حياتهم طمأنينة ورضوانا ، وسعادة وسلاما». ويفسر الشيخ السلامي المنهج الذي أختاره بقوله « لا أقصد بتفصيل هذه الصعوبة التهوين من أمر العناية بالنواحي البلاغية والنحوية والقواعد الأصولية .ذلك أن من درس تلكم العلوم ، يتعمق أحساسه بمعجز كلام الله ، ويدرك حق الإدراك سر تحدي القرآن للبشرية أن يأتوا بعشر سُوَر أو بسورة من نسج القرآن .ويكون فهمه أعمق وكذلك شعوره بكون كلام الله أعلى وأكمل .ويتبين ما أختص به القرآن ويشرق في مشاعره إشراقا بينا كاملا ، قوله تعالى «قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا» ( الإسراء آية 88). ويستشهد الشيخ السلامي بما روي عن أبي العباس المبرد إمام اللغة روى أبن خلكان أن أبا العباس كان في مجلس بالبصرة فغنت جارية من وراء ستارة وقالوا هذا حبيبك معرض. فقالت ألا إعراضه أيسر الخطب فما هي إلا نظرة فابتسامة فتصطك رجلاه ويسقط للجنب فطرب كل من حضر إلا المبرد فقال له صاحب المجلس كنت أحق بالطرب !فقالت له الجارية دعه يا مولاي فإنٌه سمعني أقول هذا حبيبك معرض فظنني لَحنت ولم يعلم أن أبا مسعود قرأ ( وهذا بعلي شيخي ) قال فطرب المبرد من قولها إلى أن شق ثوبه ( وفيات الأعيان ج 4 ص 317. يتبع