ب27 شهيدا وأكثر من 600 صاروخ أطلقت نحو الدّاخل المحتل، دشّن رجال المقاومة في غزّة باسمائهم وباسم كل العروبة جولة جديدة من الصمود والبسالة في وجه الغطرسة الصهيونية والصفقة الامريكية المنتظرة. رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المنتشي بفوزه بالانتخابات الأخيرة والتي كانت تقف حائلا امام أي حرب شاملة مع قطاع غزة، أطلق وحشيته على الغزّيين كبالون اختبار لحرب طاحنة قد لا تتأخر كثيرا. حرب يريد منها نتنياهو أن ينهي آخر فصل للمقاومة ليتم تمرير «صفقة القرن» دون أي اعتراض وليتحقّق مشروع التهجير والوطن البديل للفلسطينيين الذي ينوي الصهاينة اقامته على أنقاض دول عربية أخرى. غير أن الردّ المناسب والجواب الحاسم الذي تلقّاه عبر الصواريخ التي ملأت سماء الاراضي المحتلة كلوحة فسيفسائية، أرجع الدم الى رأسه الناشف وجعله يرضخ الى الوساطة المصرية في ابرام تهدئة بين الطرفين. هكذا هي المقاومة دوما تأبى الرضوخ والاستسلام بل وتفرض شروطها وتزيد من وعيدها رغم البطش الصهيوني بكل ما هبّ ودبّ داخل القطاع ...ولكن هيهات. نتنياهو ومنذ يوم الجمعة الماضي أصرّ على رفض الوساطة المصرية وخيّر التصعيد لاستعراض العضلات بيد أنّه وما إن وجد صواريخ المقاومة بشتى أنواعها تتوغل في العمق الصهيوني وتخلّف قتلى وجرحى، عاد الى رشده متوعدا بالحرب. كما أنه وضع في حسبانه أن الكيان الصهيوني يقف على أبواب احتفالين مهمين، الأوّل، مسابقة «يوروفيجين» التي ستُقام في تل أبيب ويتابعها مليارات المشاهدين، والثاني ذكرى قيام الكيان المحتل وان تواصلت الحرب فإنهما سيلغيان ويتسببان بإحراجه . ويبدو أن الحرب الشاملة لا مفر منها لذلك لا يخفي نتنياهو رغبته الدموية فيها متوعدا امس الاثنين، الفصائل الفلسطينية وسكان قطاع غزة بحرب مقبلة، مشدداً على أن الكيان المحتل يستعد للمراحل المقبلة. رجال المقاومة في غزة الذين أصبحوا يتحكمون في خيوط المواجهة مع الاحتلال لم يعد لديهم ما يخسرونه وهم يواجهون ما لا يمكن أن تواجهه الامة العربية قاطبة الا وهو مواجهة الكيان الغاصب من جهة واسقاط «الصفعة» الامريكية وردها لأصحابها وللمطبعين مع تسويقها من جهة أخرى. الغالبيّة السّاحقة من رجال المقاومة في غزة، توصّلوا إلى قناعةٍ راسخةٍ بأنّ الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوّة، كما أن «صفقة القرن» التي تنوي واشنطن طرحها بعد شهر رمضان لا يمكن أن تسقط الا بالقوة. وفي زمن التطبيع والرضوخ والركوع للمشروع الصهيو امريكي، لم تعد الا المقاومة على قلّتها خيارا للأحرار والشرفاء الذين أخذوا على عاتقهم الذّود عن الأعراض والمقدّسات..." وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".