نفّذ الكيان الصهيوني امس عدوانا غاشما على قطاع غزة عبر ضربات جوية وقصف بالدبابات فيما ردّت فصائل فلسطينية بإطلاق ما يزيد عن 90 صاروخا باتجاه مدن وقرى صهيونية. القدسالمحتلة: (وكالات) وأفادت وسائل إعلام صهيونية أمس بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر للجيش لتوجيه ضربة قوية لقطاع غزة. وقال الجيش الاحتلال في وقت سابق إن مقاتلاته استهدفت قطاع غزة ردا على مواصلة حركتي حماس والجهاد الإسلامي إطلاق الصواريخ. وبدأ التصعيد أول امس، عندما أُصيب جنديان صهيونيان برصاص ناشطين من غزة قرب الحدود، حيث رد الجيش الاحتلال بضربة جوية أدت إلى استشهاد ناشطين اثنين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما استشهد محتجان فلسطينيان آخران قرب الشريط الحدودي لقطاع غزة بنيران صهيونية. وقال جيش الاحتلال إنه استهدف بضرباته الجوية وقصفه بالدبابات قاذفات للصواريخ ومواقع لحماس. وتتفادى سلطات الاحتلال وحماس الدخول في حرب شاملة على مدى السنوات الخمس الماضية، وينسب الفضل لوسطاء مصريين في وقف إطلاق النار، بعد أن تصاعدت حدة القتال عقب هجوم صاروخي لحماس شمالي تل أبيب، في مارس الماضي. وقال مصدر في مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه سيعقد اجتماعا مع مسؤولي الأمن لبحث الموقف. من جهتها أعلنت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة المسؤولية عن إطلاق عشرات الصواريخ تجاه مواقع صهيونية، امس السبت، في حين أعلن المتحدث باسم حكومة الاحتلال أن نظام القبة الحديدية اعترض العشرات من هذه الصواريخ. وذكر بيان عن غرفة العمليات المشتركة التي تضم عدد من الفصائل أبرزها حماس والجهاد الإسلامي «تعلن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن قصف مواقع العدو الصهيوني ومغتصباته في غلاف غزة منذ صباح امس، وحتى الساعة 06:00 مساءً بعشرات الرشقات الصاروخية، وذلك رداً على إيغال العدو الصهيوني في دماء أبناء شعبنا، وتعمده استهداف واغتيال المقاومين في المواقع العسكرية أول أمس الجمعة». وأعلنت وزارة الصحة في غزة مساء امس، استشهاد طفلة فلسطينية، جراء القصف الصهيوني على القطاع. وقالت الوزارة في بيان مقتضب، إن الطفلة «صبا محمود أبو عرار»، والتي تبلغ من العمر سنة وشهرين، استشهدت جراء استهداف صهيوني، شرق مدينة غزة. ويرى محللون أن الغارات التي شنها طيران الاحتلال امس على قطاع غزة تختلف في أهدافها عن الغارات التي سبقت الانتخابات. وقال عبد القادر ياسين، المفكر الفلسطيني، لوكالة «سبوتنيك» ، «إن الغارات الجديدة تهدف إلى التأثير على المفاوضات الجارية بين الطرفين عبر الوسيط المصري من أجل التهدئة، وهناك ادعاء صهيوني لا أعلم مدى صحته بأن فلسطينيا أطلق رصاص من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة، فجرح صهيونيين». وأضاف: «لكن من الواضح إن الاعتداء الأخير على غزة هدفه الأول التأثير على المفاوضات الجارية لحساب الكيان الصهيوني، بجانب الردع التراكمي الذي تقوم به سلطات الاحتلال ضد حماس ومن يمارس معها الكفاح المسلح ما بين الحين والآخر». وأوضح ياسين: «قد يكون من بين أهداف تلك الضربات أيضا تهيئة الجانب الفلسطيني من أجل القبول في نهاية الأمر بصفقة القرن هربا من «الجحيم الإسرائيلي».