قبل أن يصدر كتاب أمرأتنا في الشريعة والمجتمع سنة 1930 صدرت في البداية كمجموعة مقالات في جريدة الصواب لصاحبها محمد الجعايبي ( 1880 - 1938) وكان نصيرا للحداد ومن المنخرطين في التيار التجديدي الإصلاحي وهو صاحب أول نص مسرحي تونسي السلطان في قصر يولدز وقد خصص جريدته للدفاع عن القضايا الوطنية وكان يكتب فيها نخبة من مؤسسي الحزب الحر الدستوري واعتمد الطاهر الحداد في توفير ثمن كتابه في المطبعة الفنية طريقة الاشتراكات المعتمدة آنذاك بين الوسط الادبي إذ كان الكتاب والأدباء يجمعون ثمن الطبع من خلال بيع النسخ مسبقا وهو شكل من أشكال التضامن بين الأدباء كان سائدا في النصف الأول من القرن العشرين . ويقول الدكتور أحمد خالد إن مقالات الطاهر الحداد عندما صدرت في 1928 لم تثر ردود فعل رغم « ما احتوته من أنظار ومواقف جريئة سابقة لزمانه « ويربط الدكتور أحمد خالد كتاب «امرأتنا في الشريعة والمجتمع» بالكتاب الأول العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية الذي صدر 1927 إذ أن «اهتمام المؤلف بالمرأة يندرج ضمن بحثه العام عن أسباب التخلف الأجتماعي في شعبه ووسائل العلاج وتصوره لمعالم يضعها على طريق الحداثة المنشودة « ويضيف « فقد تزامن إذن اهتمامه بالعامل اليومي المستضعف المغبون في حقوقه واهتمامه بالمرأة التي كانت بضاعة من أثاث البيوت شلّ بوضعها المتدلي نصف المجتمع التونسي آنذاك «.