ولد سيدي «على الڨرجاني» في منطقة "قرجانة" شمال منطقة أوذنة على طريق بئر مشارقة مع اختلاف المصادر التاريخية في تحديد تاريخ مولده، ونبغ منذ صغره في تحصيل العلوم وحفظ القرآن الكريم في وقت وجيز كما تتلمذ على يدي كبار أقطاب التصوّف على غرار أبي سعيد الباجي وأبي الحسن الشاذلي. و عن سعة علمه وصفاء روحه وعن غوث المحتاجين كتبت السير التاريخيّة حتى أنه لُقّب بشاذلي زمانه، كما أفنى حياته في تدريس العلوم الدينية والحكمية وآداب اللغة العربية إلى حين وفاته عام 681ه/82 – 1283م. وروي عنه عشقه لأوراد شيخه أبو الحسن الشاذلي و من اعزها الى قلبه « اللهم إنا نسألك لسانا رطبا بذكرك. وقلبا منعما بشكرك. وبدنا هنيا لينا بطاعتك. وأعطنا مع ذلك مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر –كما أخبر به رسولك صلى الله عليه وسلم- حسب ما علمته بعلمك. واغننا بلا سبب. واجعلنا سبب الغنى لأوليائك. وبرزخا بينهم وبين أعدائك. إنك على كل شيء قدير. اللهم إنا نسألك إيمانا دائما. ونسألك قلبا خاشعا. ونسألك علما نافعا.ونسألك يقينا صادقا.ونسألك العافية من كل بلية.ونسألك تمام العافية.ونسألك دوام العافية. ونسألك الشكر على العافية. ونسألك الغنى عن الناس.» و كذلك « اللهم وارأف بنا رأفة الحبي بحبيبه عند الشدائد ونزولها. وأرحنا من هموم الدنيا وغمومها بالروح والريحان إلى الجنة ونعيمها. اللهم باعد بيننا وبين العناد والإصرار والشبه بإبليس رأي الغواة. واجعل سيئاتنا سيئات من أحببت. ولا تجعل حسناتنا حسنات من أبغضت. فالإحسان لا ينفع مع البغض منك. والإساءة لا تضر مع الحب منك. اللهم رضنا بقضائك. وصبرنا على طاعتك وعن معصيتك وعن الشهوات الموجبات للنقص أو البعد عنك. وهب لنا حقيقة الإيمان بك حتى لا نخاف غيرك ولا نرجو غيرك ولا نحب غيرك ولا نعبد شيئا سواك. وأوزعنا شكر نعمانك. وغطنا برداء عافيتك. وانصرنا باليقين والتوكل عليك. وأسفر وجوهنا بنور صفاتك. وأضحكنا وبشرنا يوم القيامة بين أوليائك. واجعل يدك مبسوطة علينا وعلى أهلينا وأولادنا ومن معنا برحمتك. ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك –يا نعم المجيب». ارتبط اسم "الڨرجاني" في المخيلة التونسيّة بالثكنة الأمنيّة الواقعة في منطقة باب القرجاني بالعاصمة التونسية إلا أنّ لهذا الاسم في تاريخ تونس قصة أكبر من الرقعة الجغرافيّة التي يحتلها فهو يرمز إلى أحد أبواب تونس العتيقة وهو "باب القرجاني".