سرقة عينات من الذهب بقيمة 700 ألف دولار من متحف في باريس    فقدان 61 مهاجرا غالبيتهم سودانيون في انقلاب قارب ثانٍ قبالة ليبيا    الولايات المتحدة: إطلاق النار على العديد من ضباط الشرطة في مقاطعة يورك    تنظمها مندوبية تونس بالتعاون مع المسرح الوطني...أربعينية الفاضل الجزيري موفّى هذا الأسبوع    تونس ضيفة شرف مهرجان بغداد السينمائي...تكريم نجيب عيّاد و8 أفلام في البرمجة    من قلب القاهرة... عبد الحليم حافظ يستقبل جمهوره بعد الرحيل    تونس وكوريا: نحو شراكة في الابتكار الطبي والبيوصيدلة    مع الخريف: موسم الفيروسات يعود مجددًا وهذا هو التوقيت الأمثل للحصول على لقاح الإنفلونزا    منزل بورقيبة.. وفاة إمرأة إثر سقوطها من دراجة نارية    الاستاذ عمر السعداوي المترشح لخطة رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس ل" الشروق اون لاين ".. " ساعمل من أجل هياكل فاعلة تحفظ كرامة و تطور الممارسة اليومية للمهنة"    وزير التشغيل والتكوين المهني يعطي من قبلي اشارة انطلاق السنة التكوينية الجديدة    تحويل جزئي لحركة المرور قرب مستشفى الحروق البليغة ببن عروس    وزير الداخلية: تونس في مواجهة مُباشرة مع التحدّيات والتهديدات والمخاطر السيبرنية    غار الدماء: وفاة أم أضرمت النار في جسدها بسبب نقلة ابنتها    الديوانة تحبط محاولة تهريب مخدرات بميناء حلق الوادي الشمالي    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    فتحي زهير النوري: تونس تطمح لأن تكون منصّة ماليّة على المستوى العربي    شهر السينما الوثائقية من 18 سبتمبر إلى 12 أكتوبر 2025    تسجيل تراجع في صابة "الهندي" الأملس    عاجل/ إسبانيا تلوّح بمقاطعة المونديال في حال تأهّل إسرائيل    إلغاء الإضراب بمعهد صالح عزيز    تحذير صارم: أكثر من 30 مصاب بالاختناق جراء تلوث المنطقة الصناعية في قابس...شفما؟    تونس تحدد مخزون الحليب الطازج المعقم    سورة تُقرأ بعد صلاة الفجر لها ثواب قراءة القرآن كله 10 مرات    مروي بوزياني تحطم الرقم القياسي الوطني وتحتل المرتبة الرابعة في نهائي 3000 موانع سيدات باليابان    جريدة الزمن التونسي    أولمبيك سيدي بوزيد يتعاقد مع الحارس وسيم الغزّي واللاعب علي المشراوي    القصرين: مشروع نموذجي للتحكم في مياه السيلان لمجابهة تحديات التغيرات المناخية والشح المائي    الكاف: حجز كميّات من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك    جندوبة الرياضية تتعاقد مع اللاعب بلال العوني    عاجل/ الجامعة التونسية لكرة القدم تحذر وتتوعد بتتبع هؤلاء..    بشرى سارة للتونسيين: أمطار الخريف تجلب الخير إلى البلاد..وهذا موعدها    الرابطة الأولى: تشكيلة شبيبة العمران في مواجهة النادي الإفريقي    سفينة "لايف سابورت" الإيطالية تنضم لأسطول الصمود نحو غزة كمراقب وداعم طبي    ارتفاع الحرارة ليس السبب...النفزاوي يكشف أسرار نقص الدواجن في الأسواق    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي البنزرتي في مواجهة مستقبل قابس    الدينار التونسي يتراجع أمام الأورو إلى مستوى 3.4    أكثر من 100 شهيد في مجازر ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة    المريض هو اللي باش يطلب استرجاع المصاريف من الكنام.. تفاصيل جديدة    الحماية المدنية: 597 تدخلا منها 105 لإطفاء حرائق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    مقارنة بالسنة الفارطة: زيادة ب 37 مدرسة خاصة في تونس    طقس اليوم: سماء قليلة السحب    عاجل: طلبة بكالوريا 2025 ادخلوا على تطبيق ''مساري'' لتأكيد التسجيل الجامعي..وهذا رابط التطبيقة    بنزرت: إصابات خفيفة في انقلاب حافلة عمّال بغزالة    القيروان: النيابة العمومية تأذن بتشريح جثة العرّاف ''سحتوت'' بعد وفاته الغامضة    قطاع التربية يحتج اليوم: ساعتان من الغضب داخل المؤسسات وأمام المندوبيات    الكورة اليوم ما تفلتهاش... هذا برنامج المقابلات للرابطة الأولى    عاجل/ الكيان الصهيوني يستهدف مستشفى للأطفال بغزة..    جريدة الزمن التونسي    لمدة 48 ساعة فقط.. جيش الاحتلال يعلن عن ممر آمن لإخلاء سكان غزة جنوبا    أسطول الصمود: سفينتا ''قيصر- صمود'' و موّال-ليبيا تغادران في اتجاه القطاع    وفاة روبرت ريدفورد: رحيل أيقونة السينما الأميركية عن 89 عامًا    فيلمان تونسيان ضمن مسابقات مهرجان الجونة السينمائي    انطلاق المخطط الوطني للتكوين حول الجلطة الدماغية    كلمات تحمي ولادك في طريق المدرسة.. دعاء بسيط وأثره كبير    أولا وأخيرا ..أول عرس في حياتي    أبراج باش يضرب معاها الحظ بعد نص سبتمبر 2025... إنت منهم؟    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشاهد من خلق الصادق الأمين حصن نفسك من عذاب يوم القيامة ( 13 )
نشر في الحوار نت يوم 02 - 07 - 2010


موعظة الحوار.

مشاهد من خلق الصادق الأمين.

حصن نفسك من عذاب يوم القيامة.

((( 13 ))).

أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال : „ يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب في الأرض عرقهم سبعون ذراعا وإنه ليلجمهم حتى يبلغ آذانهم”.

ما المقصد من الإيمان بيوم البعث؟

إذا كان الإسلام دينا يوجه الحياة كلها إنما أنزل لهدف مقصود قال فيه سبحانه : „ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم”.. فإنه من باب أولى وأحرى أن تكون عقائده التي هي جذره الحي الذي يزوده بماء الحياة بمثل ما يزود الجذر شجرته بذلك مصونة عن العبث بما يجعل لها مقاصد تحقق مراداتها وأهدافا تحقق غاياتها. تركيب ذلك أن الحياة لبها الإسلام والإسلام لبه العقيدة والعقيدة لبها التوحيد والتوحيد لبه الإيمان بالله الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء سبحانه. أصول العقيدة ثلاثة : الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر والإيمان بالنبوات وليست الكتب سوى فرعا عن النبوات وليست الملائكة سوى فرعا عن الإيمان بالغيب وجل العقيدة إيمان بالغيب. أصل ذلك أن أكثر ما ورد في تفصيل أركان الإيمان في الكتاب العزيز : الإيمان بالله واليوم الآخر حينا والإيمان بالله ورسوله أو رسله حينا آخر.

الإيمان بيوم البعث إيمان بالعدالة الإلهية.

الإيمان بيوم البعث من مقاصده الأصلية ترتيب حياة الناس في هذه الدنيا على أساس أن وراءها محكمة أخيرة عليا لا معقب على حكمها لعل الناس ينزجرون بذلك عن إتيان الظلم وإستعباد المستضعفين وأكل أموالهم بغير حق والعدوان على أعراضهم. من تلك المقاصد كذلك غرس الإيثار في النفوس إيمانا بالغيب وترويضا لها على الصبر والحلم فيما يعد فضيلة يكرم بها الغني نفسه والفقير وبمثله القوي وذلك هو بعض مما جاء في قوله سبحانه : „ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس “ دون أن يتقابل ذلك مع فريضة الإنتصار من الظلم لقوله سبحانه : „ والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون “. إذا كان المرء يؤمن يقينا بأن آخر الحياة محكمة عليا ينتصف فيها من كل ظالم لكل مظلوم ( حتى من القرناء للجلحاء كما قال عليه الصلاة والسلام والأرجح أنه لتأكيد الإيمان وعدم تفريط تلك المحكمة في شيء وليس مقصودا ذلك لصورته والله أعلم ) فإنه سينزجر بالضرورة عن إقتراف المظالم من جهة وأنه سينتصر للمظلوم ما إستطاع إلى ذلك سبيلا من جهة أخرى.

الإيمان بيوم البعث يبعث الأمل ويكابد الصبر.

مقاصد الإيمان بالبعث كثيرة لا تحصى ومنها أن النفس المؤمنة يقينا بيوم الحساب ملآنة أملا في أن الحق لن تغيب شمسه طويلا وبذلك تكون تلك النفس آملة مطمئنة مستقيمة لا يبطرها فرح ولا يفسق بها ترح. تواجه الفرح والترح معا بالصبر الجميل إيثارا للآجلة وليس هناك من إمرئ إلا وهو مبتلى إما بالخير أو بالشر أو بهما معا وهو الأغلب على الناس.

خلاصة القول أن الإيمان بالغيب أمر مفهوم وله مقاصده المعلومة.

ليس هناك ريب في أن الفرق شاسع جدا بين إمرئ يؤمن بالغيب مدركا الحكمة من إيمانه فهو عامل بذلك على بصيرة وبين إمرئ يؤمن بذلك غير مدرك من ذلك شيئا. ليس هناك ريب في أن إيمان الثاني لن يقدم كثيرا بل ربما يحق عليه قوله سبحانه في الحديث عن إحدى أكبر أشراط القيامة أي طلوع الشمس من مغربها : „ يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا”. إذا كان ذاك هو شأن العقائد وهو غيب فما بالك بالعمل وهو شهادة! ولكن يصيب كل إمرئ من الفقه بقدر ما ينبسط لذلك واديه كما قال سبحانه : „ فسالت أودية بقدرها”. لكل واديه فمن شاء فلح واديه ليعب السيل الكثير الوفير ومن شاء أهمل واديه ليعب من الطفيليات الذي يعب فما تجد الأشجار المثمرة ما به تتنسم هواء جديدا وذلك ضرب من ضروب الطبع على العقل ورب طبع على العقل أشد من طبع على القلب وفي كل شر دون ريب.

العذاب يوم القيامة للمجرمين والظالمين والكافرين.

كل ما ورد في الكتاب العزيز بصفته المرجع الأول والأصح والأكمل والأجمع عن عذاب يوم القيامة لا يفارق المجرمين أو الظالمين أو الكافرين على مختلف ضروبهم : المشرك والمنافق والمرتد والكتابي ( سيما ممن إتخذ عيسى عليه السلام أو أمه أو عزيرا أو أي شيء آخر إلها مع الله سبحانه ) وغير ذلك من أنواع الكفر القديمة والجديدة. راجع ذلك في الكتاب العزيز بنفسك لتقف على حقيقة ذلك. لك أن تقول بعد ذلك بإطمئنان كبير أن الله سبحانه يبغض الكافر ولكن بغضه للظالم والمجرم أشد فإذا كان الظالم أو المجرم كافرا كان البغض مضاعفا ولكن قد يفوق ظلم مؤمن ظلم كافر مسالم غير ظالم لغيره. هل يشفع لذاك إيمانه؟ المؤكد أنه يستخلص منه المظلوم وينتصف بعملة الحسنات والسيئات والمؤكد أن ذلك قد يضعه على حافة الإفلاس. بعد ذلك يمكن أن يشفع فيه إيمانه أي بعد تطهره من ديون المظلومين المادية والمعنوية سواء بسواء. لذلك قال عليه الصلاة والسلام : „ مازال المؤمن في سعة من دينه ما لم يصب دما حراما”. ولذلك ظل حبر الأمة إبن عباس عليهما الرضوان يفتي بعدم التوبة عن القاتل وظل الصحابة يخاصمونه في ذلك وفي كل الأحوال فإن الظلم ظلمات يوم القيامة كما قال عليه الصلاة والسلام وفي كل الأحوال فإن التظالم بين العباد ظلم لا يتركه سبحانه.

الأمن يوم القيامة للمؤمنين البرآء من حقوق الناس.

ذلك هو المؤكد بإذنه سبحانه وفضله. الأمن يوم القيامة لمن مات مؤمنا بريئا من حقوق الناس ما كان منها ماديا وما كان منها معنويا. „ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون”. الظلم هنا هو الشرك جمعا مع آية لقمان: „ إن الشرك لظلم عظيم”. إذا جمعت بين هذين وبين الوعيد الشديد للظالمين والمجرمين تحصل عندك أن الأمن التام يوم القيامة هو للمؤمنين البرآء من حقوق الناس وديونهم.

الفقيه كل الفقيه من لا يوئس الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من مكره.

تلك هي قالة الإمام علي عليه الرضوان. المقصود هنا هو فقيه الدعاة وإذا ما إجتمع الفقه مع الحركة والعلم مع الدعوة فأبشر. كثير من الخطباء والوعاظ يضعون آيات الوعيد في غير محلها فيخلعونها على المؤمنين الذين ظلموا أنفسهم ممن برؤوا من حقوق الناس وديونهم. ذلك خطأ بين و خلل في المنهاج الدعوي. لا يعني ذلك عدم توخي الوعيد من الواعظ والخطيب ولكن ذلك يعني وصل الوعيد بسياقه في الكتاب العزيز وكل سياقه دل على أن العذاب الشديد إنما هو يوم القيامة للظالم والمجرم يستوي في ذلك أن يكون مؤمنا أو كافرا ولكن إذا كان كافرا فقد شفاعة الإيمان. عدم تيئيس الناس من رحمة الرحمان سبحانه مطلوب دون التهوين من الفرائض ألا تضيع والحدود ألا تتعدى والمحرمات ألا تنتهك. وعدم تأمين الناس من مكره سبحانه مطلوب كذلك دون الإفراط في تهويل ما شأنه التهوين مما قال فيه سبحانه : „ فمنهم ظالم لنفسه” ودون رفع أسعار السيئات واللمم والصغائر إلى الكبائر والذنوب والآثام والفواحش.

إنما هو ترغيب وترهيب.

ذلك هو المنهاج الإسلامي الجلي الواضح في الكتاب العزيز. كلما ورد الحديث عن عذاب أردفه حديث عن النعيم وكلما ورد حديث عن النعيم أردفه حديث عن العذب إلا قليلا جدا مما تقتضيه السياقات. ترغيب وترهيب ترقق بهما القلوب وتنذرف بهما الدموع : „ عينان لا تمسهما النار يوم القيامة : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله”. ترغيب وترهيب تتقى بهما الشبهات : „ فمن إتقى الشبهات فقد إستبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه”.

ولكن ترغيب وترهيب لا يصرمان أجور العمل حسنه وسيئه.

هما ميزانان : ميزان للقلب بالترغيب والترهيب بمثل ما أنف ذكره. ذلك جهد الوعاظ والخطباء ومن في حكمهم. وميزان للعقل ينظر في أجور الحسنات بمختلف درجاتها وفي عقوبات السيئات بمختلف دركاتها فيتحصل له من نظره ذاك علم وفقه وحسن تنزيل. مشكلتنا اليوم هي الفصام النكد بين ذينك الميزانين. تلفى الواعظ يرفع من أمر مستحب حتى يجعله في مقام الصبر الذي يوفى أهله بغير حساب أو في مقام الصيام الذي يستخلصه سبحانه له ليجزي به بمثل ما يريد زيادة في الفضل والإحسان والتكريم. أو تلفاه يحط من فريضة جماعية ( فريضة كفائية بالقالة القديمة) حتى ليهون ما به تقوم الأمة وتنحفظ مصالحها في النفوس وينصرف الناس إلى خويصات أنفسهم غير آبهين بالجوعى في الصومال والخوفى في غزة والظمأى في أفغانستان واللقمات السائغة في أفواه التنصير الصليبي الحقود في أدغال إفريقيا.
حتى تأمن عرق يوم القيامة وكربه.

1 جدد إيمانك بالعلم وبالتآخي وبالطاعات وأغرسه في فؤادك جذرا يمد بالحياة جذوعك وأغصانك وأوراقك وثمرك وظلك. أما الإيمان المعطل فهو رأسمال مجمد.

2 أحرص ألا تضيع فريضة من فرائض الإسلام ما كان منها عينيا أي شخصيا وما كان منها كفائيا أي جماعيا. „ ما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما إفترضته عليه”. لا تظنن أنك لن تسأل على فرائض جماعية مهملة. أضعف الإيمان حيالها أن تحرض أهلها عليها أو أن تتهيأ للمشاركة في أدائها أو أن تحدث نفسك بها أو أن تساهم فيها ولو بكلمة طيبة أو فلس طيب.

3 فر من الحدود فرارك من السبع المفترس الجائع. راجع كتاب ربك لتعلم ما هي الحدود. إقرأة مرة خاصة بتدوين كلمات الحد والحدود لتعلم ذلك عن بينة. ستلفى أن أغلب الحدود هي الأسرة والمرأة وما تعلق بهما. أي : أول حد لا تتعداه هو حد الأسرة. إذا فشلت في الأسرة فقد فشلت في الإمتحان الأول الحيوي الكبير. أول بركات الأسرة : „ .. ولد صالح يدعو له”. ليست الحدود هنا كما يظن الذين يتطوعون للإسلام بسلاح الجهل هي العقوبات المعروفة. الحدود هي التخوم الحمراء التي لا يتعداها إلا شقي.

4 أحرص ألا تنتهك حراما أبدا. راجع المحرمات في الكتاب العزيز أصولا وفي سنة الحبيب محمد عليه الصلاة أصولا مؤكدة أو مفرعة. هي قليلة جدا تستوعبها أصابع يديك. ستلفى بالنتيجة إذا جانبت المحرمات أنك مسلم “ سلم الناس من يده ولسانه” ومومن “ آمنه الناس على أموالهم وأعراضهم “ ومهاجر “ هجر ما نهى الله عنه”.

5 ما بقي من ذلك هو مسكوت عنه لا تسل عنه. السؤال عنه مغالاة في الدين مكروهة تقربك من النصارى أو تشدد فيه مبغوض يقربك من اليهود. لا تجعل من نفسك أحرص على الدين والمتدينين من رب الدين ومنزله أو ممن نزل على قلبه. ذاك شيطان يؤزك إلى ذلك أزا بعدما عجز عن إختراقك عن طريق الشهوات البدنية. يغريك بالشهوات النفسية والعقلية ليجرك إلى حتفك. يجرك إلى أعظم ذنب مطلقا طرا أي : القول على الله بغير حق وبغير علم.

6 أكثر ما يقربك منه سبحانه اليوم زلفى بعد المعلوم من الدين بالضرورة من العبادات والقربات في نفسك : إطعام الطعام للجوعى وتأمين الخوفى ونصرة المظلوم وطلب العلم والإنخراط في الصحوة الإسلامية والدعوة إلى هذا الدين بمنهاجه القويم : بصيرة فيها الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن. لا تنس أنك لست مطالبا بالإستقامة فحسب. لا بل أنت مطالب بالإستقامة كما أمر هو وليس كما تريد أنت. „ فأستقم كما أمرت”. أكثر ما يقرب العبد من ربه الجهاد قطعا لا ريب فيه. إن قلت أن الجهاد في غزة. قلت أن الله حرم أناسا من أكبر فضله وحبا آخرين. قل : المؤمن مجاهد أو لا يكون. إبتلى أهل غزة بالجهاد العسكري وإبتليت أنت حتما بالجهاد المدني اليوم والأجر لكما سواء. إن زغت إلى غير ذلك إتهمت ربك دون شعور منك. ما معنى أن تؤتى أجر الشهيد وأنت على فراشك. أن تجاهد وأنت خارج غزة بما تحتاجه غزة من إيمان وتقوى وعلم وعمل وإنفاق وتعريف وثقافة وفكر وقلم ولسان وإجتماع وتواص بالحق وبالصبر وبالمرحمة والإعتصام بمحكمات الكتاب.

7 أحرص على البداية أي النية وأحرص على النهاية أي حسن الختام يغفر لك ما بينهما بفضل منه سبحانه.

8 إلزم الكتاب المعصوم لزوم ظمآن لعين ماء لا تنضب. إلزمه تجديدا للإيمان وإلزمه لتلاوة خاشعة باكية وإلزمه لتدبر يثور مكامنه وينبش عن لآلئه كما قال حبر الأمة وترجمان القرآن. إلزمه لزوم طالب العلم الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام : „ منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا”. أعرض عليه قلبك وأعرض عليه عقلك معا.

9 إذا تبسمت لك الدنيا بريشها ورياشها فلا تزهد فيها لأن الزهد فيها حرمان لك من أجر وفير كثير. „ سمعت من صاحب هذا القبر كما قال حبر الأمة لرجل عليه حاجة أو ديون فسعى له فيها قضاء وهو معتمر في رمضان : خير معتمر ( كسر الميم ) في خير معتمر ( فتح الميم ) في خير وقت إعتمار أي رمضان أن من سعى في حاجة أخيه خير له من إعتكاف في مسجدي هذا شهرا كاملا”. الدنيا هي خير من يرفعك إلى فراديس الجنان فإن زهدت فيه وأنت عليها قادر فقد زهدت في أعلى مكان في الجنة.

10 لا تموتن حتى تستخلص منك كل ديون الناس ما كان منها ماديا ومعنويا فإن مت مدينا مت على خطر كبير ووجل عظيم ولا تأمنن عفو المظلوم عنك يوم القيامة. أنى لك وقد ورد أن الوالدة لا يمن عليها فلذة كبدها بعشر معشار حسنة يوم القيامة؟ أما ديونك مع ربك فلا تهمنك لأن مبناها المسامحة. المهم ألا تيأس من روحه وألا تأمن مكره. حسبك ذاك.

11 لا تموتن حتى تشيد لك مشروعا إستمثاريا يدر عليه الخير والحسنات بعد موتك حتى يوم بعثك. „ ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية أو علم بثه في الصدور”. إذا مت وقد شيدت لنفسك مشروعا أو أكثر فقد ضمنت الجنة بإذنه سبحانه بل ضمنت أعلى درجاتها.

12 لا تموتن حتى تسترضي الوالدين والرحم والجار. أمر الرحم في الإسلام معظم مقدس بشكل أظن أنه لم يقدر منا حق قدره حتى اليوم. يكفي في ذلك قوله : „ لا يدخل الجنة قاطع رحم”. فما بالك بقاطع والد أو والدة؟؟؟ وما بالك بالرحم القريب جدا؟؟؟ وما بالك بالجار الذي ظن عليه الصلاة والسلام أنه سيورثه؟؟؟ إن نجوت من دنياك برضى الوالدين والرحم والجار فقد نجوت بإذنه سبحانه من النار. ولك البشرى!!!

13 إذا قدر رزقك فعبادتك الصبر وإذا بسط لك فيه فعبادتك الشكر وإذا كنت طري القلب غض الفؤاد فعبادتك في الحالين : الرضى. أصل ذلك قاعدة لا بد لك منها : طاعات القلوب أجزل أجرا من طاعات الجارحة ومعصية القلوب أشد بغضا من معاصي الجارحة. إقرأ قوله في آخر البقرة : „ ومن يكتمها أي الشهادة فإنه آثم قلبه”. من أثم قلبه فقد خسر خسرانا ما بعده نجاة. إقرأ قوله عليه الصلاة والسلام : „ إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب”. من فسد قلبه العضوي مات ومن فسد قلبه المعنوي مات كذلك.

14 آخر قارب للنجاة من عرق يوم القيامة : إلزم الجماعة. جماعة الأمة بالعاطفة وجماعة المسجد والحي والقرية بالمعاملة. لن تدخل الجنة لوحدك منفردا ولو كنت في مثل إيمان الصديق. لا بد لك من الجماعة. أنى لك بالصبر وأنى بالشكر دون جماعة؟ الجماعة هي جنتك في الدنيا.

وقانا الله وإياك عرق القيامة وأمننا سبحانه من عذابه يوم يبعث عباده.

الهادي بريك ألمانيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.