أمام جمهور غصت به قاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة وسط العاصمة كان الموعد مساء أول أمس الجمعة 10 ماي مع حفل افتتاح الدورة 37 لمهرجان المدينةبتونس بعرض «للاّ» للفنانة أمينة الصرارفي. تونس «الشروق» وسام المختار: اللون الأزرق كان علامة مميزة في مسرح الجهات بمدينة الثقافة، ليس لأن هذا اللون يغطي أجزاء من جدران القاعة بل لأنه اللون الموحد لأزياء فرقة العازفات بقيادة الفنانة القديرة أمينة الصرارفي، فرقة توسعت وطعمتها صاحبتها بستة عازفين (ذكور) منهم 05 في الإيقاع، إلى جانب عازف الأورغ. قرابة العشرين عازفا وعازفة ومنشدة وراقصة جمعتهم الفنانة أمينة الصرارفي في عرضها «للاّ» وهو من إخراج المسرحي حافظ خليفة، عرض فني موسيقي، ذو خصوصية ميزته حتى في نوعيته، فهو عرض يحتفي ب"وليات" تونس الصالحات من شمال البلاد إلى جنوبها، في شكل «حضرة نسائية» تتغنى بمكارم السيدة المنوبيةوللاّ عربية وأم الزين الجمالية وغيرهنّ من سيدات تونس الصالحات اللواتي مازال يذكرهنّ المخيال الشعبي التونسي. العرض الجديد للفنانة أمينة الصرارفي شهد مشاركة عدد من مداحات تونس وجربة وبنزرت وأبرزهن وأطرفهن أكبر مداحة في تونس، السيدة مامية القروي التي مازالت تحفظ وتحافظ على ميزة صوتها رغم أنها تجاوزت السبعين سنة من العمر قضت أغلبه في فرقة مقام السيدة المنوبية، وهي التي وصفتها صاحبة العرض برمز الثراء وتنوع التراث الموسيقي الروحي النسائي. في عرض «للاّ» تغيب النجومية ويتخمر الجميع على الإيقاع أو المداحات وحتى قائدة الفرقة أمينة الصرارفي مع أنغام أو إيقاعات العيساوية والتيجانية والسكمباليوالسعداوي، وغيرها ولكن رغم ذلك كان لحضور الفنانة نبيهة كراولي نكهته الخاصة، حضور ركحي رائع زاده الفستان الأبيض جمالا وإحساس مرهف وصوت قوي ميزامدحها ل"حضرة الشدالة"، ولا يمكن لمن تابع العرض أن لا يشده حضور الممثلة ليلى الشابي في آخر الركح على يسار المشاهد، تقف بين الفينة والأخرى إما متفاعلة بتلقائية مع الإيقاعات أو في دور الراوية لبعض سير وليات صالحات تونس،.بين الأغنية والأخرى. وما شد الانتباه في عرض «للاّ» في افتتاح مهرجان المدينة، هو حضور جمهور غفير، ظل عدد منه يتابع العرض وقوفا في آخر القاعة، وتفاعل هذا الجمهور مع المديح والأنغام الصوفية، ولم يغادر العرض إلى حين نهايته، مشيدا في تصريحات إعلامية، بجمالية العرض شكلا ومضمونا، وهو فعلا عرض يستحق الثناء، لما فيه من بحث وجدية ويستحق البرمجة في أكبر المهرجانات التونسية.