بسبب تعنت الميليشيات وعدم تسليمها لأسلحتها وعتادها العسكري يواصل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حربه على الإرهاب في طرابلس ، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين منذ انطلاق العملية في 4 أفريل الماضي. طرابلس (وكالات) أعلنت منظمة الصحة العالمية في ليبيا امس، مقتل 454 شخصًا وإصابة 2154 شخصًا، منذ اندلاع حرب العاصمة طرابلس، في 4 أفريل الماضي.وقالت المنظمة، في بيان لها امس السبت، إن عدد القتلى في طرابلس بلغ 454 قتيلا و 2154 جريحًا، بينهم ثلاثة من عمال الإسعاف الذين انفجرت عربتهم في هذا الأسبوع.كما دعت المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار، مؤكدة أن حرب طرابلس، دفعت أكثر من 60 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم، وأنها تعمل على تنسيق الخدمات الصحية المستمرة لهم. ومن جانبه أكد الممثل الخاص لليونيسف في ليبيا عبد الرحمان غندور نزوح أكثر من 60 ألف شخص بينهم آلاف الأطفال بعد مرور 5 أسابيع من الاشتباكات الدائرة في ضواحي طرابلس. وأشار الغندور إلى وصول ثاني الرحلات الجوية المستأجرة من قبل منظمة اليونيسف لنقل قرابة 18 طنا من إمدادات الطوارئ الغذائية والصحية، مبينا أن هذه الإمدادات أساسية لدعم الأطفال والعائلات المتضررة من النزاع الدائر في ضواحي العاصمة. وأضاف المُمثل الخاص: "يمثل نقل هذه المُساعدات جزءا من جهود الاستجابة السريعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة لما يقارب 575 من الأسر المتضررة والنازحة الذين يقيمون مؤقتا في مراكز الإيواء التي أنشأتها لجنة الأزمة في طرابلس". وعلى صعيد دولي ، دعا مجلس الأمن الدولي الجمعة «كافة أطراف» النزاع الليبي « إلى العودة سريعاً إلى الوساطة السياسية للامم المتحدة» و»التعهد باحترام وقف لاطلاق النار»، وذلك في اعلان قصير اعتمد لهجة معتدلة.وأضاف المجلس أن «خفض التصعيد» وحده يمكن أن «يساعد في نجاح وساطة» الاممالمتحدة.ولم يشر الاعلان الى مشروع قرار بريطاني لوقف اطلاق النار معطل منذ عدة اسابيع بسبب الانقاسامات في مجلس الامن. وأكد المجلس أن «السلم والاستقرار في ليبيا لن يتحققا الا عبر حل سياسي»، مجددا دعمه لوساطة مبعوث الاممالمتحدة غسان سلامة. وعلى صعيد ميداني واصل امس الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قتاله للمليشيات في محاور القتال في طرابلس . وبعيدا عن طرابلس ، أكدت مصادر أن الجيش الليبي يستعد لدخول مدينة سرت خلال الساعات القادمة لفتح محور الساحل باتجاه طرابلس مرورا بمصراتة.وأضافت المصادر أن هناك مجموعة من الوحدات على مشارف المدينة.ومن المتوقع، أن تحمل الساعات القادمة في طياتها بدء الاشتباكات في المدينة التي تسيطر عليها قوات تابعة للوفاق. من جهة أخرى، ندد رئيس حكومة الوفاق فائز السراج بقائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ووصفه بأنه «عسكري دكتاتوري له أطماع ويتلقى المال والسلاح من داعمين أجانب».وطالب السراج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالعمل على وقف الدعم الأجنبي لهجوم حفتر المستمر، بحسب تعبيره. كما أضاف رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، أن داعمي حفتر من حلفاء الولاياتالمتحدة يحولون ليبيا إلى ساحة حرب بالوكالة، ويخاطرون بحرب ستكون لها تداعيات عالمية، بينها موجات هجرة جماعية نحو أوروبا خاصة، بعد مقتل المئات واضطرار عشرات الآلاف إلى مغادرة بيوتهم وبالتالي قد يفرون نحو أوروبا.