لقد فاض الكأس... بل فاضت الكؤوس.. كؤوس المطالب والاحتجاجات والاعتصامات، والوقفات... وآخرها وقفة يوم الخميس 2 ماي 2019 هكذا قرر متساكنو الأحياء الاربعة التابعة لشركة النهوض الاجتماعي SPROLS. نعم.. اليوم لا للمبالاة.. لا للمماطلة.. لا للتأجيل.. لا.. لا... من طرف وزرائك المعنيين بهذا الملف وخاصة وزير الشؤون الاجتماعية الذي ألمح أكثر من مرة أنه لا يعنيه هذا الأمر من قريب أو من بعيد وخاصة ما جاء على لسانه قوله: «هاذم ناس يحبوا ياخذوا الديار بلاش..» و«هاذم مسامر جحا...!» وهؤلاء الذين يعنيهم هم 824 عائلة. وإن أفرادها عددهم 3000 فرد لا يمثل جلهم حالات اجتماعية بل ان كلهم حالات اجتماعية.. نعم سيدي وزير الشؤون الاجتماعية وبما أن انتظارهم قد طال أكثر من اللازم وعيل صبرهم هاهم يلتجئون الى منظمة الأممالمتحدة التي عجزت عن ايجاد حل لقضية فلسطين التي الله وحده يعلم متى وكيف سيأتي هذا الحل المعجزة كحل متساكني الأحياء الاربعة المستثناة من عملية تفويت عام 1989 ولكن سوف لا نكون معجزة كمعضلة فلسطين التي سوف يحصلون على حقهم المكتسب مثلهم مثلنا.. هكذا يقول متساكنو الأحياء الاربعة المستثناة الذين سوف لا يغادرون مساكنهم التي دفعوا سعرها أكثر من مرة .. أحب من أحب وكره من كره. صحيح أن فكرة التجائهم الى منظمة الأممالمتحدة ستكون نتيجتها سلبية بسبب رفع الفيتو في وجههم من طرف احدى الدول الكبرى وحق الفيتو هذا الذي يعرف الداني والقاصي انه حق مزيف ومع ذلك سوف يقبله متساكنو أصحاب الشقق المتداعية للسقوط التابعة ل «سبرولس» ولكن لا يقبلون حق الفيتو الباطل من طرف أبنائهم وأبناؤهم: هم الوزراء المعنيون وعلى رأسهم رئيس الحكومة باستثناء وزير الشؤون الاجتماعية الذي يعتبرهم «مسامير جحا»... مرة أخرى. ان متساكني الأحياء الاربعة المستثناة من عملية تفويت سنة 1989 حاولوا وحاولوا وتنازلوا وبما ان لكل شيء حدا وبعد ان وصلت محاولاتهم الى الحد الأقصى... فهم مطمئنون ومتفائلون لأنه لا القوة ولا حتى القانون (وأين القانون) ولا التهديد ولا شيء آخر يجبرهم على مغادرة قبور حياتهم، وان كنتم لا تعلمون سادتي ان هؤلاء للتذكير فقط هم: أرامل ويتامى ومعاقون ومتقاعدون و... اي ان كلهم حالات اجتماعية يعيشون في تونس وتونس هي دولة اجتماعية مثلما جاء على لسان احدى المشاركات في برنامج تلفزي... نعم تونس هي دولة اجتماعية بامتياز وان مشكلتهم تكتسي صبغة اجتماعية بحتة.. وليعلم الذين لا يعلمون ان المتساكنين لم تعد بينهم وبين «سبرولس» علاقة مادية اي «بالفلاقي» انهم دفعوا مبالغ مالية تتمثل في أكثر من سعر الشقق التي يشغلونها ولكن الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق شاغلي مساكن «سبرولس» المستثناة ومراعاة منها للشركة التي يقال إنها على وشك الافلاس وللصناديق الاجتماعية التي ارتأت وزارة الشؤون الاجتماعية ان يساهموا في انقاذها من الوضعية المتردية التي تتخبط فيها... فقد تنازلت وقدمت اقتراحات لم ترض المتساكنين أنفسهم ولكن الجمعية أقنعتهم فاقتنعوا رغم انفهم وغصبا عنهم... والمهم ان تنتهي هذه المعضلة الأزلية هذه الجمعية التي ضحى أعضاؤها بأوقاتهم ومصالحهم والقيام بشؤونهم العائلية تعتذر للمتساكنين عن عدم التوصل الى تحقيق حلمهم والحصول على حقهم المكتسب وتعلمهم انها قررت التوقف عن الاتصالات والمحاولات التي باءت كلها بالفشل وتقول لهم خذوا حذركم من النيّة المبيّتة لشركة «سبرولس» وغيرها من الأطراف المتدخلة، وتمسكوا بحقوقكم المشروعة ولا تغادروا مساكنكم الا على جثثهم لأنها على علم بتلك النيّة المبيتة وتتوجه بالنداء التالي الى جمعية الأممالمتحدة: «يا جمعية الأممالمتحدة ان الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق شاغلي مساكن «سبرولس» المستثناة تتوجه اليكم بالعمل على رفع المظلمة المسلطة على المتساكنين فالرجاء عدم استعمال حق الفيتو من طرف احد أعضائها وان لا يحتفظ أعضاء آخرون بأصواتهم وأن لا يصوّت البعض الآخر ب «لا» بل هو مطلب واحد بسيط جدا وهو التوسط لهم لدى حكومتهم الموقرة المنشغلة بقضايا أخرى «خطيرة» جعلتها لا تحرّك ساكنا ولا تطبق القانون، وتماطل ولا تكتفي بعدم تنفيذ الوعود بل انها تتوعد بإلقاء المتساكنين المتسوغين في الشارع بعد أربعين سنة من تسويغها وهم يجهلون الى يوم الناس هذا عدم التفويت لهم في مساكنهم وهي عملية تمت سنة 1989 وحتى ان تمت هذه العملية ان قدر الله تريدها ان تكون على مقاسها.. وهيهات .. وختاما ان المتساكنين يحملون باليد اليمنى غصن الزيتون وباليد اليسرى مفاتيح قبور حياتهم.. فلا تتركي ايتها الحكومة الموقرة غصن الزيتون يسقط من أياديهم.. وإلا فليشرب المعرقلون لرفع هذه المظلمة عنهم من البحر.