يقول فضيلة الشيخ محمد المختار السلامي في خصوص الآية الكريمة من سورة البقرة « اولئك على هدى من رَبَّهُم واولئك هم المفلحون « الفريقان من النوع الاول من الذين لم يكونوا على دين فانشرحت صدورهم للاسلام، فآمنوا بالغيب وحافظوا على الصلاة، وانفقوا مستحضرين ان ما ينفقونه هو في الحقيقة رزق اللَّه الذي رزقهم، ومن الذين كانوا ينتسبون الى رسالة من الرّسالات السماوية، واتّقوا ربهم على هذا النحو وجمعوا بين الايمان برسالة الاسلام وما سبقها من الرّسالات .يبشرهم ربهم بأمرين : اولا ان اللَّه حكم لهم بأنه قد تمكنت هداية الله في قلوبهم تمكنا اوضح الطريق، وترسٰخت صلتهم بهدايته واستقرت في ارواحهم ومشاعرهم . ثانيا بشارة اختصوا بها، هي الفوز في الحياة الدنيا وفي الآخرة .وما اعظمها بشارة من عالم الغيب والشهادة .كما قال ابن ابي اسحاق : المفلحون هم الذين ادركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا . اما النمط الثاني فهم الكافرون فهم ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)﴾. ويحدد الشيخ السلامي معاني الالفاظ كالآتي: الذين كفروا : المجاهرون برفض ماجاء به رسول الله ص سواء اكان هذا الرفض بالقول او بالفعل او بهما معا . سواء عليهم ءاانذرتهم لا يختلف حالهم بين اعلامهم بما يحصل لهم من مكروه في المستقبل يخاف الانسان ان يصيبه، وبين عدم انذارهم به، ختم اللّه على قلوبهم الختم طبع وتغطية تمنع من الفتح كالختم على الرسالة والطبع على الباب غشاوة ما يغطي به الشيء حتى لا ينفذ اليه ما يرد عليه من الخارج، العذاب الأليم الذي يذهب حلاوة العيش.