عبر الممثل شاذلي العرفاوي عن سعادته بالمستوى الفني الذي بلغته الدراما التونسية في رمضان الحالي، مشيدا بكل الأعمال وخاصة بالمخرجين والأداء الجيد للممثلين على حد تعبيره. * تونس «الشروق»: في كل ظهور جديد له يصنع الحدث ويتميز في أداء الشخصية التي يجسدها، وهكذا كان الممثل شاذلي العرفاوي الذي أحسن تقمص شخصية «برينقة» في مسلسل «نوبة» الذي تحدث عنه وعن بقية الأعمال في حواره مع «الشروق». * من الشخصيات التي شدت المشاهد في مسلسل «نوبة»، شخصية «برينقة»، لو تحدثنا عن مساهمتها في تطور الأحداث؟ - «برينقة» شخصية جديدة في تركيبتها وفي شكلها الخارجي بالنسبة لي، تعيش صراعات داخلية وتحمل في داخلها عديد التناقضات وعديد المفارقات، «برينقة» هو «باندي الحومة»، شخصية سلبية، لكن بما أن مسلسل «نوبة» يتوزع على 22 حلقة، ستكتشفون جوانب أخرى في هذه الشخصية. * وكيف كان تفاعل الجمهور معك حول أدائك لهذه الشخصية في الشارع التونسي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي؟ - صدقا كان التفاعل كبيرا جدا مع المسلسل ككل ومع أبطاله ومنهم شخصية «برينقة»، وما أعجب الجمهور في هذه الشخصية الكوميديا السوداء أي صورة «الباندي الضامر»، و»تضوميره» كان قريبا من التونسيين، فضلا عن أن هذه الشخصية إلى جانب طرافتها وشدتها وتسلطها وعنفها هي شخصية هشة، وستتابعونها في الحلقات القادمة كيف تكون في وضعيات تدعو إلى الشفقة، لأن ما سيظهر لاحقا في هذه الشخصية كونها نفسيا بداخلها عديد المفارقات والأشياء التي تدعو المشاهد ليتعاطف معها... * قيل إن سر نجاح «نوبة» إلى حد الآن في اللحمة بين كامل فريق العمل، هل إلى هذه الدرجة كانت ظروف الإنتاج إيجابية وخالية من مشاكل؟ - هذا صحيح، ولا يمكن لأحد التشكيك فيه بل كان واضحا بطريقة غير مباشرة في أداء الممثلين وفي العمل ككل أثناء بثه، فلقد كانت العلاقة جيدة جدا ومتينة على مستوى ديناميكية المجموعة من تقنيين وممثلين وسائقين، وهذا يعود في الحقيقة، إلى المايسترو أو المخرج عبد الحميد بوشناق، الذي خلق هذا الحب وهذه اللحمة، والذي جاء حاملا لمشروع، آمنا به جميعنا وقمنا بعملنا بكل حب وفي أريحية نفسية كبيرة، وبالنسبة لي من أحسن ظروف العمل كممثل في الدراما. * وكيف كان التواصل مع ممثلين شبان تتعامل معهم وهم أبطال المسلسل لأول مرة؟ - تعاملت مع عزيز الجبالي وبلال بريك وأميرة الشبلي وهالة عياد، وحتى الفنان القدير حسين محنوش لأول مرة يجمعني به عمل درامي، وصدقا كانت لمة رائعة، ومنذ التصوير أبهرني أداء هالة عياد لشخصية «وسيلة العورة»، وكانت ممثلة «راكزة» وكذلك بلال كان اكتشافا وأبدع شأنه شأن عزيز وأميرة والقاسم المشترك في التصوير هو المحبة والصدق في التعامل. * ما رأيك فيما صرّح به الفنان سمير العقربي؟ - شخصيا أرى أن هذا الإشكال الذي شغل الإعلام، ليس له قيمة إطلاقا، وبحكم صداقتي بالفنان سمير العقربي، أنا متأكد من أنه لم يشاهد المسلسل إطلاقا وليس لديه أدنى فكرة عن العمل، وكل ما حصل لا يتجاوز أن يكون وشوشة في الأذن من أحد ما قال إن المسلسل يحكي عن عرض النوبة، والحال أن مسلسل «نوبة» ليس بعمل توثيقي، بل هو «فيكسيون» وشخصياته من وحي الخيال، بينما عرض النوبة هو عمل فرجوي جمع أغاني المزود في صورة إخراجية جمالية، وهو ما حصل أيضا مع صالح الفرزيط عندما قالوا له بأنهم غنوا أغنيته في العمل... * ألا ترى أن هناك أياد خفية تشتغل على هذه الترهات؟ - نعم هناك حرب تموقع بين القنوات التلفزية بدأت بضرب التلفزة التونسية عبر التركيز على خطأ تقني، ثم شمل مسلسل «نوبة» وحتى بعض الأعمال الأخرى التي قيل أنهاسرقت، وهذا خطأ وعلينا كفنانين أن نكون متعالين على هذه الأمور وأن لا ننخرط فيها بل نترك لهم «ياغرتهم وجبنهم وماقارونتهم» (الإشهار) وأن نهتم بأعمالنا دون الدخول في حرب لا تعنينا، بل أنتهز الفرصة لأحيي كل زملائي الممثلين والمخرجين الذي تميزوا هذا العام. * إذن أنت تستحسن كل ما يقدم من أعمال في رمضان الحالي؟ - هذه السنة وضع سقف الدراما عاليا، والدراما التونسية بصدق في أيادي أمينة فالتلفزة التونسية تصالحت مع المشاهد التونسي بعملين مميزين «زنقة الباشا» و«المايسترو»، و»القضية 460» عمل متميز تمنيت لو كنت من بين ابطاله، مع مخرج «مجنون» ورائع اسمه مجدي السميري، صورة جديدة ومواضيع جديدة، وعلى ما يبدو بصمة مديح بلعيد واضحة منذ الحلقة الأولى من «شورّب 2»، و«دار نانا» منجز بطريقة سينمائية، رأينا فيه إبداع محمد علي بن جمعة والفنانة القديرة منى نور الدين اللذين قدما أدوارا مختلفة وجديدة في مسيرتيهما.. * ومن شدك من الممثلين في هذه الأعمال؟ - هالة عياد في «نوبة» وكمال التواتي في «زنقة الباشا» وغانم الزرلي في المايسترو والممثلة الشابة من طراز عالمي سحر عبد اللطيف، في «القضية 460»، وعديد الزملاء لأني كما قلت على مستوى التمثيل والإخراج أبدع الجميع في الأعمال الدرامية، كما لا أنسى المسلسل الناجح «مشاعر» وسيتكوم «الهربة» لقيمة الممثلين وللوضعيات التي تكتب فيه.