إن التاريخ هو الذاكرة الحية للمجتمع، والتاريخ هو مرآة يعكس الماضي ويترجم الحاضر ويستلهم المستقبل، والنجم الساحلي صاحب تاريخ زاخر مجيد يختزن ذاكرة ثرية مليئة بالبطولات والأمجاد ففي شهر ماي 1925 كانت ولادة هذه الجمعية العريقة على أيدي ثلة من الوطنيين ليبقى هذا الشهر راسخا في الذاكرة وبهذه المناسبة السعيدة أقامت هيئة رضا شرف الدين ليلة أول أمس بأحد نزل جهة القنطاوي حفل استقبال شهد حضور الرؤساء والمسيرين واللاعبين القدامى إلى جانب لاعبي ومسؤولي مختلف الفروع وقد أظهر الجميع اعتزازه الكبير بالانتماء إلى هذه الجمعية العريقة. اعتذار الدكتور القروي الحفل الذي دام حوالي ثلاث ساعات شهد حضور رجل رؤساء الجمعية القدامى نخص بالذكر منهم حمادي المستيري وعبد الجليل بوراوي وعثمان جنيّح ومعز إدريس فيما اعتذر حامد كمون وخاصة الدكتور حامد القروي لأسباب صحية. الحفل ترجم شعار «مع بعضنا أقوى على أرض الواقع» وكان مناسبة للحديث حول حاضر الجمعية ومستقبلها وكذلك استعادة ذكريات الزمن الجميل. ظروف التأسيس خلال حفل الاستقبال هذا تابع الحضور شريطا وثائقيا ارتكز على سرد الظروف التي حفت بتأسيس النادي يوم 11 ماي 1925 على أيدي مجموعة من الوطنيين من طلبة المدرسة الفرنسية التونسيةبسوسة رغم اعتراض الاستعمار الفرنسي على بعث الجمعيات لكن النادي ألحق بإحدى الجمعيات الثقافية، وقد كان المرحوم الشاذلي بوجملة أول رئيس للجمعية التي تبنت اسم النجم في مرجعية للقومية التونسية العربية وهو ما أكسبه نجاحا شعبيا. وفي سنة 1931 دخل النجم الساحلي القسم الأول التونسي لكرة القدم ليدرك في السنة الموالية نهائي الكأس ويفوز ببطولته الأولى سنة 1950. ومنذ ذلك صار النجم رقما صعبا في كرة القدم وطنيا وإقليميا وقاريا وعالميا ليحصد جميع الكؤوس والبطولات الممكنة ويتوّج في مختلف الاختصاصات والأصناف. جنيّح وتذكر الجذور في حديثه عن الاحتفال بإطفاء الشمعة عدد 94 للجمعية أوضح اللاعب والرئيس السابق عثمان جنيّح أن الحفل في ذاته يشكل فرصة ليتذكر الجميع الجذور الممتدة للنجم في تاريخ تونس رياضيا ووطنيا مضيفا بالقول: «لبيت دعوة الهيئة المديرة وهذه لحظات مؤثرة تعيدنا إلى الماضي المجيد وهي فرصة لنبرهن أننا دائما مع النجم ونأمل أن تحتفل في المائوية بصفة أشمل وأكبر ونثمن مسيرة النجم. إدريس و94 سنة من المجد من جانبه لم يخف الرئيس السابق معز إدريس عن سعادته واعتزازه بحضور هذه المناسبة العزيزة على كل فرد من أفراد العائلة الموسعة للنجم الساحلي الذي أصبحت له مكانه خاصة على الصعيدين العربي والإفريقي والعالمي في أعقاب 94 سنة من المجد والتتويج بجميع الألقاب الممكنة في مختلف الفروع والأصناف وهو ما يدفع الجميع لمزيد الالتفاف حول الجمعية حتى يحافظ النجم الساحلي على ريادته وإشعاعه. شرف الدين وعمل 7 سنوات هو لقاء الحنين والذكريات للاحتفال بتأسيس الجمعية التي بلغت سنتها ال94 وهي مناسبة اقتربت بالتتويج العربي وهو لقب سيبقى علامة مضيئة في مسيرة فريق كرة القدم الذي بلغ نصف نهائي كأس ال«كاف» دون الخجل من عدم إداك النهائي باعتبار أن النجم كان الأفضل، عيد ميلاد الجمعية اقترن أيضا بالتتويج بكأس إفريقيا للأندية في كرة اليد في سنة تعد استثنائية من حيث النتائج والأداء ونسق المباريات الجنوني، وتبعا لذلك على الهيئة المديرة أن تواصل مسيرتها بنفس العزيمة والرغبة في تدعيم عمل 7 سنوات وهي مناسبة لتقديم الشكر لكافة اللاعبين والإطارات الفنية والمسيرين باعتبار أن النجاح ينسب للجميع وليس لشخص واحد. احتفالات في قطر الاحتفال بتأسيس الجمعية رقم 94 لم يقتصر على مدينة سوسة بل امتد إلى عديد الجهات في الجمهورية عبر خلايا الأحباء إضافة إلى العاصمة القطريةالدوحة حيث التأمت سهرة باحدى الفضاءات حضرتها الجالية التونسية المقيمة هناك بكل ألوانها حيث تم تكريم ثلة من أبناء النجم الساحلي العاملين في قطر في مختلف الاختصاصات وهم رضوان الصالحي وفوزي لنقليز ونوفل شبيل ومحمد الصفاقسي ومحمد الذيب وحلمي الغزواني وسمير قريبع وسامي المستيري وعلي السليتي.