وصفت الممثلة والسيناريست سميرة بوعمود، نفسها ب«المرّاجة» في العمل، خلال حديثها عن كواليس تصويرها شخصية «دليلة» في سلسلة «زنقة الباشا» التي تبثها الوطنية الأولى في رمضان. تونس (الشروق) هي فنانة مسرحية في رصيدها عديد المسرحيات، كمؤلفة وكمخرجة وكممثلة، وهي أيضا مولعة بالكتابة للدراما، ألفت سيت كوم «فرملي الحومة» منذ 2013، ثم حولته إلى سلسلة تم عنونتها ب»زنقة الباشا» أخرجها نجيب مناصرية، واختار مؤلفته وزميلته في المعهد العالي للفن المسرحي، سميرة بوعمود، إحدى أبطاله في دور «دليلة»، دور هو الأول لسميرة كممثلة في التلفزة، لكنها باقتدار جسدت شخصية «دليلة» التي صنعتها بنفسها وتحدثت عنها وعن الدراما عموما في هذا الحوار: بما أنك كاتبة سيناريو وحوار «زنقة الباشا» حدثينا عن تفاصيل وكواليس كتابة السيناريو وتحويله من سيت كوم إلى سلسلة؟ في الحقيقة انطلقت في كتابة هذا العمل سنة 2013، وكان سيت كوم بعنوان «فرملي الحومة»، قمت في البداية بكتابة أولية في 15 حلقة طول الواحدة 20 دقيقة، ثم أعدت كتابته ثانية لتصل الحلقة إلى 0 دقيقة، وقدمته للتلفزة التونسية سنة 2017، وكان من المفترض أن ينتج العمل في رمضان الفارط، لكن ألغي ذلك لأسباب خارجة عن نطاقنا، علما وأن التلفزة بعد الموافقة على العمل طلبوا مني إضافة 05 حلقات ليصبح العمل في 20 حلقة. وكيف وقع تحويله إلى سلسلة؟ عندما تم الإعلان عن إنتاجه هذه السنة جلست أنا والمخرج نجيب مناصرية وإدارة الإنتاج، اقترح المخرج تحويل العمل إلى سلسلة لأن سيت كوم «فرملي الحومة» لديه الأرضية الملائمة لأن يصبح سلسلة، لوجود محل التمريض خارج المنزل، وبعد أتفاقنا سطرت برفقة المخرج الخطوط العريضة لزنقة الباشا، وفي إطار التصنيف سئلت مرة من أحد الأصدقاء عن الفرق بين «زنقة الباشا» و»شوفلي حل» و»الخطاب على الباب»، فأجبت بأن «زنقة الباشا» بين هذا وذاك، شكلا ومضمونا. هل غيرتم السيناريو والحوار؟ لا بل قمنا بإعادة صياغة السيت كوم وتحويله إلى سلسلة، حيث حافظنا على القصة الرئيسية والحكاية الدرامية، كما حافظنا على الشخصيات وعلى العلاقات التي تربط بينها، وأضفنا شخصيات أخرى أغلبها ثانوية. سميرة بوعمود لأول مرة في التلفزة رغم مسيرة هامة في المسرح هل وجدت صعوبة أمام الكاميرا؟ هذا صحيح، وصدقا وجدت صعوبة كبيرة جدا أمام الكاميرا، ولم أتخط «التراك» سوى بعد أسبوع، أي بعد أن مررت تلك الطاقة السلبية وذلك الخوف إلى عائلتي في صفاقس وإلى إبني عزيز وإلى زملائي في التصوير، وخاصة توفيق البحري الذي ساعدني خارج التصوير، وبدد خوفي من الوقوف أمام كمال التواتي، وحقيقة أعترف أني «مرجته» هو عديد الزملاء في العمل، فأنا «مرّاجة» في العمل. ألهذه الدرجة أخافك الوقوف أمام كمال التواتي؟ أجل فكمال التواتي ممثل كبير وذكي جدا ولديه من الخبرة ما يمكنه من إضافة أشياء في بناء الشخصية تميزها وفي أول وقوف لي أمامه كممثل له خبرته ونجوميته وكذلك في أول وقوف لي أمام الكاميرا، كان من الطبيعي أن يكون التراك حاضرا لدي في بداية التصوير، لكن هذا لا يمنع من أنني تخطيت ذلك والحمد لله ردود الأفعال إيجابية حول شخصية «دليلة»، حتى أن الناس في الشارع بعضهم ينادونني «دليلة»، وهذا الأمر استغربته، لأنه لو لم تكن هناك مشاهدة للعمل لما نديت باسم الشخصية. إذن أنت تشككين في شركات سبر الأراء؟ أنا لا أشكك لأن سبر الأراء علميا مبني على اختيار عينات، لكن يقال إنه في تونس يخضع لأمور أخرى مادية، وما لاحظته على مواقع التواصل الاجتماعي أن عددا كبيرا من أصدقائي وأصدقائهم الافتراضيين عبروا عن إعجابهم الكبير بأعمال كزنقة الباشا والمايسترو، وفيهم عدد كبير منهم وصفوها بالأفضل هذه السنة، وهو عكس ما تقدمه احصائيات سبر الأراء. هل تابعت بقية الأعمال التونسية؟ أجل تابعت واليوم الأمر سهل إذ يمكن أن تشاهد الأعمال التي يتعذر عليك مشاهدتها في السهرة على الشاشة الصغيرة، في موقع اليوتوب، وما يمكن تأكيده هو نجاح الدراما، التي تعيش فترة تطور ونضج معين، ولكن للأسف ليس الأمر نفسه مع الأعمال التي قيل عنها إنها كوميدية، رغم أن سيناريو «الهربة» جيد لكن الحوار أضر بالسيناريو، ووصل به حد التهريج كما هو الحال في بقية الأعمال الكوميدية التي يجب أن نستثني منها «زنقة الباشا» و»دار نانا»، لأنهما ليس عملين كوميديين. «دليلة» وبعد؟ «دليلة» هي المرأة التونسية البسيطة في جميع جوانبها والمرأة الكادحة التي تؤمن بالعائلة، كرست حياتها لتربية ابنة أختها، (ضاحكة) لكنها لن تتزوج «وناس».. وستبقى العلاقات مفتوحة لأنني لا أحب كتابة القفلة في أعمالي حتى المسرحية التي تكون نهاياتها مفتوحة، أما بالنسبة لما بعد «دليلة» فإن طموحي هو تجسيد شخصية امرأة قوية تدير شركة، بصدد كتابتها في سيناريو مسلسل بدأت كتابته، لكن هذا الدور ليس دور بطولة، لأنني لا أكتب لنفسي أدوار البطولة، بحكم أنني لا أبحث عن الشهرة ولا أجري وراءها. هناك أصداء عن إمكانية تصوير جزء ثان من «زنقة الباشا»؟ سمعت ذلك لكن رسميا لم يطرح الموضوع، وبالنسبة لي كمؤلفة جاهزة للكتابة متى طلب أو اقترح علي ذلك.