بلقيس هو اسم علم مؤنث عربي جنوبي، معناه الأسى والحزن. وقد أحبَّ الناس هذا الاسم على اسم الملكة بلقيس التي ملكت اليمن بعد أبيها الهدهاد. وهي التي آمنت بالنبي سليمان، وأنجبت منه بعض ملوك الحبشة. وورد ذكرها في القرآن من غير تصريح ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴾، وكذلك ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ﴾ آيات من سورة النمل وفدت الملكة غير المُسمَّاة في النصوص الدينية على الملك سليمان، وفصَّلَ رجال الدين والمفسرون والإخباريون في تفاصيل ذلك اللقاء حتى غدت شخصية هذه الملكة مادة خصبة لكتب القصص والروايات وتعد هذه المرأة مصدر فخر واعتزاز. وفي الحقيقة لا توجد إشارات في الكتاب المقدس عن علاقة بين سليمان وملكة سبأ، وبنيت قصص العلاقة في تعليقات أو تفاسير الأحبار استنادا على ماورد عن حب سليمان للنساء في التوراة. المدراش ووالتناخ فصلوا في القصة، ورد في المدراش أن الملكة سمعت بخبر سليمان وحكمته فقالت لقومها : «سأذهب لاختباره بأحاجي لأرى إن كان حكيما أم لا» ويبدو أنها كانت بارعة في مسألة الأحاجي والألغاز والأسئلة المعقدة وكان سليمان يحب الأحاجي ويكثر من تبادلها مع الملوك وهي علامة على الكفاءة والذكاء.