لم يصمت الطاهر الحداد أمام الحملة التي استهدفته بعد صدور كتابه ، فنشر في جريدة الزمان بتاريخ 19 أكتوبر 1930 مقالا بعنوان الحجة طريق الحق - حول كتاب إمرأتنا ومقال ثان في نفس الجريدة بتاريخ 26 بعنوان نغمة أخرى . -1 الحجة طريق الحق - حول كتاب إمرأتنا (1) من نحو أسبوعين أخذت بعض الجرائد المحلية تعلن حملة شنيعة على هذا الكتٌاب دون أن تقابل الدّعوى بالدليل أو تنقل لقرائها موضوعا تاما من الكتٌاب لتمحص بعد ما فيه من أوجه الضّعف والخلل أو حتّى الكفر إذا أرادت . «هذا الكتٌاب نقٌض لنصوص الشّريعة وهدم لقواعد التّشريع الإسلامي» «في هذا الكتٌاب انتقاص الإسلام ،ومؤلفه يصحّ رميه بالزيف وسوء القصد وتحريف الكلم عن مواضيعه وإنكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة» «في هذا الكتٌاب انتقاص من حضرة صاحب الشريعة الغراء صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وإساءة الظن بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وثورة على الدين ، ودعاية لفساد الأخلاق والعادات الاسلامية ...) وقد ذهب بعض الناقمين إلى ربط هذا الكتٌاب بمسامرة الأب سلاّم في العام الماضي وأفكار الدكتور طه حسين وعزمي وغير هؤلاء من أعداء الاسلام الظاهرين عليه .هذا ملخّص التّهويل والتشنيع الذي وضعوه أمام قرّاء صحفهم ليوغروا به صدورهم يحملوهم على النّفور منه كما ينفرون من جرثومة داء خبيث ، فوق ما يذيعون بمساعدة سيّارتين في شوارع البلاد وأسواقها يستكملون ما عسر وضعه في الجرائد من أنواع الشّتم والاتهام الشّنيع . نعم إنٌني قد تكلّمت عن المرأة في الشّريعة فكان دفاعي قاصرا على المرأة بل هو أيضا دفاع عن الإسلام الذي يُتَّهم دائما بغبن المرأة واحتقارها ، فوضعت بابا على حقوقها المدنية وفصولا للزواج والطلاق في الإسلام وما يتبعهما .كل ذلك مدلّل بآيات الكتٌاب الكريم .وقد أستهديت في فهم هذه الآيات بروح الإسلام التي ترمي إلى كمال الإنسانية من طريق التّدريج حسب طوَّق المجتمع الإسلامي .ولي في هذا الحديث بيان مفصَّل في الكتٌاب .