عادة ما نشاهد الأطفال في الأعمال الدرامية في ادوار ثانوية وحتى ان نسبت اليهم ادوار البطولة فإنها لن تكون بطولة مطلقة و لن تتمحور حولهم كل الأحداث اذ تعود المشاهد في الدراما التونسية و العربية عموما بالصورة النمطية للطفل التي تتراوح بين الثبات و السكينة من خلال طرح بعض المواضيع المتعارف عليها لكن هذه التجربة الدرامية الجديدة على التلفزة التونسية المتمثلة في العمل الدرامي المايسترو للمخرج لسعد الوسلاتي قدمت صورة مغايرة و متحولة للطفل الذي يؤثر و يتأثر بمختلف الأحداث المحيطة به بل ان كل الأحداث تدور حوله فما نشاهده منذ انطلاق شهر رمضان على الوطنية الأولى منعرج جديد في الدراما التونسية و في تطور مكانة الطفل في هذه الأعمال و المتابع لمسلسل «المايسترو « يلاحظ ان البطولة المطلقة يتقمصها مجموعة من الأطفال تدور حولهم جل الأحداث و لم يعد الطفل شريكا في صناعة الدراما بل اصبح هو من يصنعها بطريقة جيدة و مبهرة تشد الناس ... اطفال تتراوح أعمارهم بين ال10 و ال 18 سنة يعيشون في اصلاحية للأحداث ويبدعون في إبراز تفاعلهم و انفعالاتهم في علاقتهم بذواتهم و بمن يحيط بهم تفاعلا نفسانيا و اجتماعيا و ثقافيا و فنيا دون السقوط في الإفراط في العنف المجاني و الكلام البذيء الذي لا يخدم العمل بقدرما يسيء له رغم ان الأطار المكاني والأحداث توحي بالعنف والجريمة الا ان الصورة بدت اكثر هدوءا وسلاسة وإبداعا وإقناعا فالمايسترو بالرغم من انه يجمع المع نجوم الدراما التونسية و العربية على غرار درة زروق واحمد الحفيان وفتحي الهداوي الا ان ما يبقى في ذهن المشاهد بعد نهاية كل حلقة هو ما قدمه هؤلاء الأطفال من مواقف وحوارات مقنعة حد التأثر بها ... هكذا هم اطفال المايسترو اطفال لكنهم مبدعون بامتياز ...