ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرسل رسالة إلى مساعديه، خلال اجتماع صباح الأربعاء الماضي، مفادها أنه لا يريد أن تتحول حملة الضغط الأمريكية المكثفة على إيران إلى صراع مفتوح. واشنطن (وكالات) ونقلت الصحيفة عن مسؤولون في الإدارة الأمريكية قولهم، إن الرئيس ترامب سعى إلى كبح جماح المواجهة مع إيران في الأيام الأخيرة، وأبلغ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان بأنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران. وقال أحد المسؤولين إن شاناهان والجنرال جوزيف دنفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، قدّموا للرئيس مجموعة من الخيارات العسكرية، لكن العديد من المسؤولين قالوا إن ترامب كان حازما في قوله، إنه لا يريد صداما عسكريا مع الإيرانيين. وقال الرئيس الأمريكي في وقت سابق، إنه يأمل ألا تكون الولاياتالمتحدة في طريقها إلى الحرب مع إيران، وسط مخاوف من محاولة مستشاريه الدفع باتجاه الحرب مع طهران. وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستحارب إيران، أجاب الرئيس: «آمل ألا يحدث ذلك»، بعد يوم من تكرار رغبته في الحوار عبر «تويتر» قائلا: «أنا متأكد من أن إيران ستريد التحدث قريبا». وعلى مدار العام الماضي، كان مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو، من أكثر المتصدرين لحملة الضغط على ايران للتراجع عن مشاريعها النووية والصاروخية. وتلقى كبار القادة في الكونغرس إحاطة سرية بشأن إيران، اول امس، لكن العديد من المشرعين الآخرين من كلا الحزبين انتقدوا البيت الأبيض لعدم إبقائهم على اطلاع بما يحدث. من جهة اخرى أكد مسؤولون في البنتاغون لوسائل إعلام أن مدمرتين أمريكيتين عبرتا أول أمس مضيق هرمز قبالة سواحل إيران ودخلتا مياه الخليج، دون وقوع أي حوادث. وقال مسؤول عسكري أمريكي في حديث إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» إن المدمرتين «ماكفول» و»غونساليس» دخلتا بعد ظهر أول أمس مياه الخليج «دون التعرض لأي استفزازات من قبل الحرس الثوري الإيراني»، في ما وصفه ب»أكثر عملية عبور من حيث الهدوء منذ وقت طويل». وتستطيع كل من هاتين المدمرتين حمل ما يصل إلى 90 صاروخا من طراز «توموهوك» وأطرزة أخرى على متنها. وسبق أن أكد مسؤولون في البنتاغون لقناة «فوكس نيوز» امس أن مجموعة سفن ضاربة بقيادة حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن»، تضم أيضا أربع سفن أخرى، توجهت إلى شمال بحر العرب ل»ردع إيران»، فيما أشار «المعهد البحري العسكري الأمريكي» غير الحكومي على موقعه الإخباري إلى أن سفينة الإنزال «كيرسارج» البرمائية تتواجد قبالة سواحل الإمارات، لترتفع بذلك عدد السفن الحربية الأمريكية في المنطقة إلى سبع سفن على الأقل. بدوره قال نائب قائد الحرس الثوري، محمد صالح جوکار، إنه حتى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى يمكنها أن تصل إلى السفن الحربية الأمريكية في الخليج بسهولة. ودعا جوكار الساسة الأمريكيين إلى «أن يفهموا جيدا أنه طالما إيران قوية فإنهم لن ينالوا أهدافهم الشريرة»، مضيفا أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها أن تتحمل حربا جديدة. وقال جوكار إن «أمريكا اعتمدت، منذ عام 2006، سياسة الضغوط الشاملة والحظر، بهدف سلب إيران قوتها النووية والدفاعية ونفوذها في المنطقة، ووقف دعمها لحركات المقاومة مثل حزب الله، إلا أن حزب الله وجبهة المقاومة لم يضعفا، بل تبلورت فصائل جديدة كالحشد الشعبي وأنصار الله». وقال جوكار إن «زوال الكيان الصهيوني وإذلال أمريكا، سيكون ميسرا في الخطوة الثانية من الثورة الإسلامية في إيران».