مكتب نابل (الشّروق) عندما تدخل وسط مدينة الحمامات وأنت في اتجاه المدينة العتيقة ورغم زحف البناء العمودي تطل عليك صومعة الجامع الكبير الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر ميلادي الموافق للسادس هجري بأمر من أبا زكرياء الحفصي الذي أراد وضع حد للحضور المسيحي إلى جانب تشييد أسوار المدينة قبل أن يأمر السلطان الحفصي أبو عمرو عثمان سنة 1463م بترميم البرج والأسوار إلى جانب بناء صومعة الجامع الكبير التي بقيت مربعة الشكل إلى وقتنا الحاضر ويروى أن سواريه الجميلة قد تم بناؤها بحجارة جلبت من المنطقة الأثرية الرومانية للحمامات القديمة المعروفة باسم «بوبوت». وقد شهد الجامع الكبير على مر السنوات وخاصة خلال الربع الأخير من القرن العشرين عديد أشغال الترميم وتحسين المظهر الخارجي للصومعة وخاصة أشغال توسيعه بالحاق صحنه ببيت الصلاة مما استوجب إزالة إحدى مميزاته التاريخية وهي الساعة الشمسية التي تم وضعها مؤخرا على ذمة الوافدين على الجامع للإطلاع عليها. كما تم تحويل مدخل مدرج الصومعة وإحداث صحن جديد مكان الميضة ومقر الكتاب الذي يعلوها وبعض الدكاكين التي كانت من أملاك الأحباس للعناية بالجامع الكبير وصرف منح المشرفين عليه .وقد تم تغطية الصحن ببناء قبة جديدة.و ارتفع عدد أبواب الجامع الكبير من بابين إلى سبعة أبواب كاملة كما أصبحت للجامع مع مرور الزمن وبفضل هدايا أهل البر مكتبة تضم العديد من المراجع الدينية القيمة في الفقه وعلوم القرآن والتفسير والتّي نتمنّى ان تبقى دائما على ذمّة المولعين بالمطالعة وتنمية معارفهم الدّينيّة. كما توجد بالجامع بعض المخطوطات القرآنية النادرة مثل المصاحف المكتوبة من قبل الشّيوخ أحمد بن سعيد منذ سنة 1722م وقاسم عفو الله منذ سنة 1763م وعبد القادر الزروالي منذ سنة 1823م وأحمد خوجة منذ سنة 1899م والشيخ وإمام الخمس السابق الصادق الدغيس رحمه اللّه والذي ترك نسخة ب30 جزءا على رواية قالون منذ سنة 1979م .كما تداول العديد من الأئمة الخطباء على منبر الجامع الكبير ودرس البعض منهم علوم الفقه والقرآن واللغة العربية .