يعدّ الجامع الكبير بمنطقة بلد الحضر بتوزر من الجوامع الأولى بعد الاسلام وكان منارة علم شهيرة جدّا درس فيه كلّ من الشقراطسي الأب والابن وابن شبّاط وغيرهم ، قال أبوعمر عثمان بن أبي القاسم عبدالرحمان بن حجّاج أنّ بداية بناء صومعة جامع الحضر كان في سنة 418 هجري وأنّ تمامها في 422 هجري اختصّت بأربع قباب بني أسفلها بحجارة كبيرة وكانت في جمالها كأنّها عرائس جلست على منصّة وقد وقع ترميمه لأوّل مرّة في 1194 هجري على يدي يحي بن يملول السّلطان التوزري ورمّم مرّات عديدة آخرها بإشراف إدارة الآثار برئاسة محمد بوترعة كمختصّ في الأثار والهادي بن خليل كرئيس الأشغال في العشريّة الأخيرة من القرن الماضي والطريقة الصّوفية المعتمدة في هذا الجامع هي رحمانية أولاد بن خليفة . ويكتسي الجامع في شكله العام شكلا غير منتظم حيث يحتلّ مساحة منحرفة تميل إلى الاستطالة بين الشرق والغرب أقصاها بين ( 37,75 × 17 م ) وتقدّر المساحة المغطاة للمعلم ب418 م2 أمّا المساحة غير المغطاة فتقدّر ب1942 م2 فتكون بذلك المساحة الجملية 2360 م2 وتتّسم بيت الصّلاة بصغر حجمها وأبعادها من الخارج كالآتي : الجدار القبلي 22,20 م ،الجدار الجوفي 30م ،الضلع الشرقي 17 م والضلع الغربي 16,75 م وسواريه 48 مبنية بآجر توزر والمنبر خشبي قديم وجميل وعليه بيتان من الشعر ، ومحرابه بني سنة 1193 م وأطواله 3,90 × 6 م وكلّ المحراب منقوش بالجبس عليه زخارف نباتية وهندسية مع نقوش لآيات قرآنية وأسماء اللّه الحسناء وأسماء الخلفاء الراشدين الأربعة بخطّ كوفي قديم تهدّم الآن الجانب الأيمن من نقوشه على ارتفاع 2,3 م أمّا الجانب الأيسر فقد زالت النقوش على ارتفاع 1,4 م مع زوال قطعة بمقاس 20 × 30 صم وأغلب الظنّ أنّ هذا الجامع قد بني على أنقاض كنيسة رومانية ويسمّى هذا الجامع أيضا بجامع القصر. المرجع : كتاب كشكول الجريد الجزء 2 لمحمد السعيد الهبائلي