الحجة طريق الحق حول كتاب «امراتنا»، لكن بكل اسف فانه لم يسع أحد من هؤلاء المشوّهين المعرقلين لنشاط العاملين هذا البيان المفصّل ليدخل منه الى مجادلتنا بالتي هي احسن حسب آداب الاسلام حتى مع غير المسلمين، بل ولجوا في البذاءة والفحش من القول طمعا في ايقاع حوادث حول الكتاب تنوّع الحديث عنها بين النَّاس .حقّا اِنَّنِي قلت في الكتاب ان تعدّد ازواج النبي كان منه كعادة سائغة لم يرد فيها تحريم اذّاك، والنبي بشر غير سالم من تأثير العوارض البشرية، وهي في موضوعنا حب النساء. وقد قال الرسول عن نفسه كما في الحديث الشريف «حبب الي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرَّة عيني الصلاة» وقال الله تعالى مخاطبا لنبيه عليه السلام ﴿لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن﴾ «سورة الاحزاب 52» والى حد ما عرفت لم اجد نصا في الاسلام يصرح بأن تعدد ازواج النبي كان بحثّ من الله له في ذلك او ترغيب .وحيث نزلت آية التحديد المذكورة كفّ النبي بمقتضاها عن الزيادة او تبديل ازواج بازواج . ثم انني اردت ان ابرهن لقراء الكتاب على ان بقاء ازواج النبي عنده ليس حبا منه في هذا التعدد كما يصوره اعداء الاسلام، ولكن كان ذلك احتراما لامهات المؤمنين وصونا لهن حتى لا يكون حرمانهن من الزواج بغيره بعد طلاقهن من لو فرضنا وقوع هذا الطلاق مدعاة لما تأباه الاخلاق .وهذا مني دفاع عن ذات الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم، ذلك الرسول الذي يصوره اعداء الاسلام رجلا مستهترا في الشهوات، يبيح لنفسه ما يحرمه على امته لمحض الاستمتاع والشهوة المادية، فقلت لهؤلاء : لا تظنوا ان بقاء ازواج النبي اكثر عددا من ازواج المؤمنين راجع الى ما ذكرتم، وانما كان ذلك منه ادبا وخلقا عظيما .وكل من يراجع الكتاب بامعان ومن دون سوء نية يدرك هذا الغرض الشريف الذي اسوِّق له الكلام .