تونس (الشروق) تقع مدينة جمّال في الوسط الشرقي للبلاد التونسية وتتبعُ إداريا لولاية المنستير وتبعد عنها قرابة20 كلم وأحدثت بها أوّل نواة بلدية في 19 فيفري 1921 وهي من أكبر مُدن الولاية وشهدت في العشريات الأخيرة توسّعا عمرانيا لافتا وتشكل عدّة تجمعات سكنية حول المدينة في زحف عمراني ومُؤسّساتي على الأراضي الفلاحية وتشتهر «جمّال» بحركيتها التجارية المتنوعة والنشيطة وتعدّد الآليات الإقتصادية التي اقترنت بانتصاب معامل الخياطة التصديرية في إطار قانون أفريل 1972 وكانت أولى المُدن المنتجة والمروّجة للآجر إضافة لتعدّد الجمعيات الرياضية والثقافية والتنموية والخيرية وإشعاع أنشطتها جهويا ووطنيا وأنشئت مدينة جمّال في عهد الدولة الحفصيّة وشهدت عدد من الأحداث لعلّ أهمّها القتال»الدامي» بين الحسينيين والمراديين ومناصرتها للشابيين ومُساندتها لعلي باشا في تمرده على عمّه حسين بن علي ودعم ثورة إسماعيل بن يونس والتصاقها بانتفاضة علي بن غذاهم وتعرّض أهالي جمّال خلال هذه الأحداث لكثير من العنف والمظالم وانصهرت الجهة في معارك التحرير الوطني ومقاومة الإستعمال الفرنسي البغيض وقدمت قائمة منالشهداء البررة وتشتهر المدينة بعديد المهرجانات مثل مهرجان الزيتونة – أم الزين في إحياء لتراثها وتنتشر بها منذ القدم عدد من الأضرحة والقباب والزوايا للأولياء الصالحين مثل زوايا الأسياد علي بلخيرية – بن زيد – علي الشريف –بنعيسى- عبد الحق وغيرهم كثر وتبقى زاوية أم الزين الجمّالية أو الساحلية المتواجدة بحومة السعايدية الأكثر شهرة بداخل البلاد لِمَا عُرفت به من «كرامات ربانية» وقد ولدت البيّة أم الزين في القرن السّابع عشر وتوفيت أواسط القرن الثامن عشر ويّنزّلها أهالي جمّال والساحل خصوصا حّظوة رفيعة في المشهد الإجتماعي وإبراز لتاريخ وتراث مدينة جمّال نظمت خلال شهر أفريل 2016 الجمعية التونسية للتربية والثقافة والعلُوم بجمّال ندوة علمية كُرّست ثوابت رؤاها على توثيق الأبعاد التاريخية والحضارية لهذه المدينة لإيجاد مراجع توثيقية تعرّف بالإرث الحضاري لهذه المدينة .