نذكر ان الدائرة في معركة أُحد قد دارت على المسلمين نتيجة تهافت الرماة الذين ثبتهم الرسول على الجبل وأمرهم بعدم إخلاء مواقعهم حتى لو رأوا كفار قريش يولون الأدبار ورأوا جيش المسلمين يجمع الغنائم. وكان من نتائج تلك المعركة أن سقط الكثير من الصحابة ومن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلّم شهداء كما أصيب الكثيرون بجروح حتى أن رسول الله لم يسلم من سهام كفار قريش. وقد كان الإمام علي رضي الله عنه في طليعة المدافعين عن الرسول وتقول أخبار السيرة إنه أصيب يومها ب 16 إصابة طالت مواضع مختلفة من جسده لكن هذه الموقعة وهذه الاصابات لم تزد الإمام علي إلا تمسّكا بنشر رسالة الاسلام ويقينا بضرورة طلوع شمس الحق. ليمضي في الغزوات والفتوحات والمعارك التي خاضها المسلمون في سبيل تبليغ رسالة التوحيد متقدما الصفوف ومقدما أبلغ الدروس في ملاحم الجهاد وفي مقارعة الكفر والشرك بالله وبرسوله. ومن صور إقدامه رضي الله عنه وحرصه على أن يكون في مقدمة الصفوف غير عابئ بالمخاطر هي تلك التي رسمها في غزوة الأحزاب وهي الغزوة التي نازل فيها عمرو بن عبدود والتي تصفها كتب السيرة كالتالي: وقف عمرو وصاح في المسلمين قائلا: من يبارز؟ فخرج له علي بن أبي طالب كرّم وجهه وقال له: يا عمرو انك كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش الى إحدى خلتين إلا وأخذتها منه. قال عمرو: لمَ يا ابن اختي فوالله ما أحب أن أقتلك... فردّ الإمام: لكني والله أحب أقتلك. غضب عمرو لردّ الإمام علي فنزل عن فرسه ولطمها على وجهها وتقدم لمبارزة علي وتبارزا حتى صرعه علي ابن أبي طالب. وهكذا ومن غزوة الى أخرى ومن موقعة الى أخرى ترتفع أسهم سيدنا علي كرجل شجاع ومجاهد صلب وكعنصر مؤثر وفاعل في تحديد مآلات المعارك التي يخوضها جيش المسلمين وهي مكانة سوف تتكرّس مع نهايات معركة خيبر مع يهود المدينة والتي كلّفه أثناءها الرسول بفتح الحصن الذي تحصّن وراءه معشر اليهود في سياق نكثهم العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم والتآمر مع قريش للاطباق على جيش المسلمين والقضاء على الدولة الوليدة وهي الموقعة التي سنتوقف عندها غدا إن شاء الله لأهميتها في مسيرة الاسلام والمسلمين. من أقوال الإمام حقيق بالتواضع من يموت ويكفي المرء من دنياه قوت