لوحت روسيا بمساعدة الجيش السوري في تحرير مدينة ادلب الاستراتيجية من قبضة الارهابيين عبر خطة عسكرية محكمة مشابهة لعملية تحرير حلب سنة 2016 تقوم أساسا على تصعيد الضربات الجوية لفتح الطريق أمام الجيش السوري لشن عملية برية واسعة. دمشق (وكالات) وارتكزت خطة تحرير حلب عام 2016 على قصف جوي مكثف للإرهابين بطائرات «السوخوي» وتمهيد الطريق امام الجنود السوريين للتوغل في عملية برية . كما تضمنت خطة تحرير ادلب التي يستم تطبيقها في ادلب فتح ممرات انسانية للمواطنين الذين يرغبون في الهروب من المدينة الواقعة تحت سيطرة الارهابيين . وقالت صحيفة الشرق الاوسط ان روسيا هددت بتطبيق «سيناريو حلب» في إدلب عبر تكثيف القصف، تمهيداً لعملية برية واسعة لدعم قوات الجيش السوري بالتوغل في آخر معاقل الارهابيين المتحالفين مع المعارضة شمال غربي البلاد. وبدأت موسكو، بحسب الصحيفة، حملة إعلامية واسعة لتشجيع المدنيين في إدلب على مغادرة المدينة على خلفية التحضيرات لتوسيع نطاق العمليات العسكرية وسط زيادة نزوح المدنيين هربا من الارهابيين. وذكّر الإعلان عن فتح معبرين لمغادرة «نطقة خفض التصعيد» في إدلب بسيناريو التصعيد في حلب نهاية العام 2016، وفي غوطة دمشق في بداية 2018. وقال اللواء فيكتور كوبتشيشين مدير مركز حميميم للمصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية، إن فتح المعبرين تم «هدف ضمان الخروج الطوعي وغير المعرقل للمدنيين من منطقة إدلب لخفض التصعيد، عبر نقطتي عبور قرب بلدتي صوران في محافظة حماة وأبو الظهور في محافظة إدلب». من جهة أخرى نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن مصادر تركية أن الرئيس السوري بشار الأسد التقى خلال زيارته طهران في 25 فيفري الماضي مدير الاستخبارات التركية فيدان حقان، وذلك بعدما أعلن مسؤول في «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أمس أنه «لا عيب» في عقد لقاءات بين الاستخبارات التركية والسورية. وعن الدور التركي في دعم الارهاب في سوريا ،قالت صحيفة الوطن السورية ان النظام التركي يحشد لمعركة تحرير ادلب ويقوم بتسليح الارهابيين ومساعدتهم خلال العمليات العسكرية . وأشارت مصادر عسكرية للصحيفة ان إلى أن نقاط المراقبة التركية في ادلب تستخدم لعمليات رصد تحركات الجيش العربي السوري وإمداد الإرهابيين بالسلاح الحديث والذخيرة، وتفيد المعلومات أنها تحوي «غرفة العمليات المشتركة» التي تضم «النصرة» و«الجبهة الوطنية للتحرير» و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«جيش العزة» و«جيش الأحرار» وغيرهم، وشكلتها تركيا قبل بدء الجيش عمليته العسكرية في الشمال. وأضافت المصادر: إن جيش الاحتلال التركي في «شير المغار» قام بعمليات الدعم اللوجستي وشكل نقطة انطلاق عربات التذخير ل«النصرة» و«التركستاني» نحو مواقع الجيش في هجوم كفر نبودة، إضافة إلى دعمهم بالصواريخ الحرارية التي استخدمت بكثافة في المعركة، ولفتت إلى أن الدبابات والمدرعات التي استخدمتها التنظيمات الإرهابية في الهجوم قدمها النظام التركي إلى «الوطنية للتحرير» التي قدمتها بدورها ل«النصرة» وحلفائها. وعلى صعيد ميداني أفادت وسائل إعلام سورية، بأن قوات الحكومة نبهت سكان محافظة إدلب الخاضعة غالبا لسيطرة الجماعات المسلحة ببدئها عملية عسكرية واسعة لاستعادة المنطقة. وأكدت صحيفة «الوطن» السورية ، أن مروحيات تابعة للجيش تلقي بشكل مكثف قصاصات ورقية على قرى ريف إدلب، تطالب السكان المحليين بإخلائها قبل بدء «معركة تحرير إدلب الكبرى». وجاءت هذه التطورات بعد اندلاع اشتباكات عنيفة خلال الاسبوع الجاري بين القوات الحكومية ومسلحي «هيئة تحرير الشام» التي تشكل «جبهة النصرة» الإرهابية عمودها الفقري في محيط بلدة كفر نبودة الاستراتيجية عند الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب وحماة، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن صد الجيش السوري ثلاث هجمات للمسلحين .وأفادت وكالة «سانا» الحكومية الرسمية بأن القوات الحكومية وجهت رمايات نارية مركزة على تحركات مسلحين بين بلدتي الهبيط وكفر نبودة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم وتدمير آليات وعتاد لهم، بالإضافة إلى كمية من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزتهم.