بادرت جمعية أحباء الإبداع الموسيقي بإدارة الطبيب المبدع محمد لطفي المرايحي في رمضان 2005 إلى تأسيس أول مهرجان للموسيقى الروحية في تونس. هذا المهرجان الذي أعاد للموسيقى والإنشاد الصوفي توهجه... مهرجان له خصوصية موسيقية سعى القائمون عليه الحفاظ عليها ودعمها من خلال تشجيع الطاقات... هذا المهرجان رغم جهود المشرفين عليه اقتصر على 5 دورات فقط... ومثل هذا المهرجان على امتداد دوراته إضافة فنية هامة للمشهد الإبداعي في تونس من خلال الأصوات التي أثثت مختلف سهراته على كامل دوراته من 2005 إلى 2009... على غرار ماهر الهمامي والمنشد المصري سعيد حافظ والمغربي حاتم الفرشيشي والفنان التركي قدسي أرقونار والتونسي أحمد جلمام والمغربي فؤاد زيادي وأولوش أنلوس الذي يعدّ أحد أعلام الطريقة البكتشية (تركيا) ومصدرها بير سلطان أبدال واسمه الحقيقي كودجة حيدر الذي كان يرعى الغنم إلى أن اتّصل بالدراويش الجوالين فانضمّ إليهم وظهرت لهم مواهبه فكنّوه «بير سلطان أبدال» أي السلطان المقدس الجوّال وقد ترك أشعارا تعد من عيون الإنشاد البكتاشي العلوي. استطاع المهرجان الدولي للموسيقى الروحية بجدية المشرفين عليه من خلال جمعية احباء الابداع الموسيقي ان يؤسس قاعدة جماهيرية بدأت تتوسع بتوسع اختياراته واهتماماته الفنية الني تقطع مع السائد الخفيف الذي سرعان ما تلفظه الذاكرة لأجل إبداع فني طربي ذات طابع خصوصي ينطبق من ذات الانسان ليسكن بداخلها اكثر ألقا.. وقد سعى المهرجان الدولي للموسيقى الروحية الى الانفتاح على مختلف المدارس العالمية المختصة في موسيقى الصوفية والاناشيد الدينية والالحان الروحية.. فكانت تركيا والهند وباكستان وغيرها حاضرة لتقدم ابداعاتها في هذا الاختصاص الموسيقي في المهرجان.. ولئن كان هذا المهرجان الفتي في بداية خطواته الاولى وقد اقتصر على ايام معدودات قليلة فانه سرعان ما كبر.. فبحرص من رئيسه ومؤسسه الدكتور محمد لطفي المرايحي الذي ناضل وضحى لأجل كسب الرهان متحديا وصامدا في وجه العراقيل والصعوبات الموسيقي غير ان قلة الموارد وغياب الدعم دفع بالمشرفين عليه الى التوقف عن تنظيمه حيث كانت 2009 اخر دورة لهذا المهرجان.