هوس التونسيين بالجنس تعكسه الأرقام وكذلك الحملات الاشهارية لمختلف المنشطات التي تشهد اقبالا منقطع النظير رغم ان مصدر غالبيتها مجهول ولم يثبت الطب فاعليتها والدليل ان حتى مشروب بول البعير بات من «الادوية» المرغوب فيها بكثرة في تونس... تونس «الشروق» ربما لا يعلم الجمهور العريض ان الصيدليات التونسية تروج شهريا ما يناهز 142 ألف حبة منشطة جنسيا وهي عقاقير تخضع لمراقبة الصيدلية المركزية وباقي المؤسسات المعنية بمراقبة الادوية التي تباع بشكل قانوني في تونس. في المقابل، يقبل التونسيون على منشطات أخرى مجهولة المصدر وتباع عبر شبكة الانترنات او عديد القنوات التلفزية المختصة والتي تعرف ب Télé-Achat. وتبث هذه القنوات يوميا الاف الومضات الاشهارية لمنشطات يدعي مروجوها انها تزيد من الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء وتؤخر عملية القذف وتعالج مشاكل الانتصاب وتقضي على البرود الجنسي. ولهذه القنوات، ممثلون تجاريون في جميع البلدان ومنها تونس اذ يكفي الاتصال بواحد منهم للحصول على الوصفة السحرية التي يروج لها أصحابها الى ذلك، كشفت الصيدلية المركزية التونسية أن الصيدليات تبيع شهريا 42800 حبة من عقار «الفياغرا» الذي رخصت الحكومة بيعه منذ سنة2012، وحوالي 100 ألف حبة من عقارين شبيهين («فياتيك» و«زلتان») يتم تصنيعهما في تونس. وتباع الفياغرا في تونس في علب ذات 4 حبات تتراوح أسعارها بين 30 دينارا و42 دينارا. وكانت دراسات لجمعيات مستقلة قد كشفت ان 40 بالمائة من الرجال في تونس من الذين تعدوا سن الأربعين يعانون من خلل جنسي نتيجة الضغوطات النفسية والنظام الغذائي غير الصحي والتدخين والبدانة وأمراض العصر مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. أسواق أمام المساجد... يكاد لا يخلو مسجد من نوعية معينة من الباعة الذين يروجون لعقاقير ومراهم اغلبها مستورد من بلدان الشرق. ومن الطبيعي ان تكون هذه « الادوية» مهربة بما انها لا تحمل أي علامة تؤكد خضوعها لعمليات رقابة او تراخيص لوزارة الصحة. وبسؤالنا لشيخ يبيع هذه العقاقير امام جامع الفتح بتونس العاصمة، اجابنا بان اغلب زبائنه من المصلين ولم يشتك أي واحد منهم الى حد الان من أي ضرر لحقه جراء استعماله لهذه العقاقير والمراهم. وحسب هذا التاجر فان « ادويته» تعالج العديد من الامراض كالعجز الجنسي و تسكن الاوجاع وتقاوم نزلات البرد والحمى وحتى بعض الامراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والكلى. وكان من الضروري ان نعود لوزارة الصحة لرصد موقفها من هذه التجارة ولدواع تتعلق بوظيفته، خير المصدر الذي اتصلنا به عذم الكشف عن اسمه مؤكدا في ذات الوقت ان عملية مراقبة هؤلاء التجار معقدة اذ عادة ما يحتمون بقدسية المكان وحتى ببعض الشخصيات الدينية النافذة وهو ما يجعل عملية منعهم من مزاولة تجارتهم شبه مستحيلة. بول «الناقة»... نتذكر جميعا تلك الفتاوى التي تم تداولها في خضم الفوضى التي تلت ثورة 2011 وخاصة التي شرعت لشرب بول البعير. وان كان عديد التونسيين قابلوا هذه الفتاوى بنوع من الاستهزاء والسخرية الا ان البعض الاخر مقتنع تمام الاقتناع بجدوى هذا المشروب في علاج العديد من الامراض. وكالعادة لم يفوت المهربون الفرصة لتوريد مشروب معلب بات رائجا في مدن عديدة من الجنوب التونسي ويحمل علامة « بول البعير الأصلي» ولا يختلف في شكل تعليبه عن أي مشروب اخر بل ويحمل على غلافه العديد من الفوائد التي من شانها اقناع أي شخص بالإقبال على استهلاكه ومنها ان « أبوال الإبل ناجعة في علاج الأمراض الجلدية كالسعفة - التينيا- ، والدمامل ، والجروح التي تظهر في جسم الإنسان وشعره ، والقروح اليابسة والرطبة ، ولأبوال الإبل فائدة ثابتة في إطالة الشعر ولمعانه وتكثيفه» ويدعي مصنعو هذا المشروب كذلك ان أن بعض النساء يستخدمنها في غسل شعورهن لإطالتها وإكسابها الشقرة واللمعان ، كما أن بول الإبل ناجع في علاج ورم الكبد ووجع الأسنان وغسل العيون. وإضافة الى هذه العلب، اعتاد بعض رعاة الابل في الجنوب التونسي على بيع بول البعير بسعر 20 دينارا للتر الواحد مدعين انها تزيد من الرغبة الجنسية لدى الرجال وتكبر العضو الذكري لديهم. مخاطر قاتلة... أمام تزايد الاقبال على المهيجات الجنسية المعروضة على شبكة الانترنات، اعدت منظمة الصحة العالمية عديد الدراسات التي اكدت مخاطرها على صحة الانسان بل وقد تؤدي الى الوفاة. وقد اخضعت المنظمة اثنين من العقاقير التي تشهد اقبالا كبيرا ومنها ما يعرف بعقار «تايغر كينك» وعقار "النيترات" وعقار « الصاروخ» وعقار «نمر الملك» اذ تزعم الشركات المروجة لهذه « الادوية» أن لها قدرة على جعل الإنسان يمارس الجنس بدون توقف، باعتبار أنه يعمل على زيادة تدفق الدم تجاه القضيب. والحقيقة ان «البروستات هو المسؤول عن هذا الدور، أي تدفق الدم تجاه القضيب، فهذه الوصفة تجعل البروستات تعمل فوق طاقتها، ما قد يؤدي إلى جعل البروستات معرضة للسرطان المعروف بسرطان البروستاتة». وإضافة الى السرطان، قد تؤدي هذه العقاقير الى الإصابة بانخفاض مفاجئ في ضغط الدم والنوبة القلبية والسكتة الدماغية وألم في الصدر وارتفاع ضغط الدم وضربات القلب غير طبيعية وغيرها من الآثار الجانبية مثل الصداع واحمرار الوجه وعسر الهضم والدوخة والرؤية غير طبيعية وفقدان السمع.