العقار الأزرق، «النجمة الزرقاء»، «سيلدينا فيل»..أسماء متعددة تطلق على حبّة «الفياغرا» التي اكتسحت السوق السوداء خلال السنوات الأخيرة إضافة إلى عقاقير وأقراص أخرى تباع في «النوار» على غرار «أقراص الثور» ..«الفيترا»..«السياليس» وغيرها من المنتوجات التي يشاع أنها ذات مفعول سحري في عالم الجنس وتصل هذه المنتوجات عن طريق التهريب بعضها يهرب مع مواد كالمسك والعطور والبعض الآخر وخاصة «النجمة الزرقاء» وهي الأكثر شهرة تهرب برا وبحرا وجوا ويسخر لها المهربون كل السبل والوسائل لوصولها آمنة إلى جيوب «عشاقها»، هذه «النجمة» التي اختلفت مصادرها وسلكت السوق السوداء في هدوء تام لتمتد إلى جيوب من يعانون من خلل جنسي و»جيوبهم» لا تسمح لهم باقتناء «الحبة الزرقاء» الأصلية فتجدهم يقبلون على تلك القادمة إلى بلادنا تهريبا على الرغم من أنهم يجهلون تركيبتها ومصدرها ولكن إقبالهم عليها اكبر من خوفهم من مخاطرها على الرغم من أنها قد تحمل في جرابها الموت لمستهلكها. آلاف الأقراص «الزرقاء» مجهولة المصدر غزت السوق السوداء خلال السنوات الفارطة وبداية السنة الجارية، نزيف لا يتوقف أمام الإقبال منقطع النظير عليها السؤال الذي يطرح هنا كيف تصل هذه الحبّة «العجيبة» إلى أسواقنا وكيف يتعامل القانون مع مهربيها؟ لم يعد عالم التهريب بين ليبيا وتونسوالجزائروتونس محكوما بالمحروقات والمخدرات وبعض المواد الغذائية بل اتسعت رقعة التهريب لتشمل المنشطات الجنسية وخاصة «الفياغرا». وحول وصول «الحبة الزرقاء» إلى أسواقنا السوداء أفادنا مصدر أمني أن هذه الحبة صينية المنشأ تسلك طريقها بادئ الأمر إلى ليبيا حيث يستوردها تجار بطرق غير قانونية ومن هناك يقع تهريب كميات كبيرة منها إلى تونس سواء عن طريق المسالك الصحراوية التونسية الليبية باستخدام قافلة من سيارات «لاندروفر» كما ان هناك كميات من «الفياغرا» تدخل البلاد تهريبا من أوروبا سواء بحرا او جوا ولكن في أكثر الأحيان يتم إحباط تلك العمليات ومصادرة مئات الآلاف من أقراص «الفياغرا». وبين لنا محدثنا ان تهريب «الفياغرا» يتم من الجزائر نحو تونس والتي يجلبها مهربون بطرق غير شرعية من أوروبا إلى الجزائر. وأفادنا نفس المصدر أن «الفياغرا» المقلدة لا تخضع للشروط الصحية ويتم تصنيعها بمكونات مجهولة في حين ان «الحبة الأصلية» يتم تصنيعها في أوروبا في مختبرات خاضعة لمراقبة صحية وشروط صارمة وتباع حبة «الفياغرا» الأصلية في الصيدليات وبطرق قانونية في حين تروج الحبة المقلدة في الأسواق السوداء وتباع بسعر اقل بكثير من سعرها العادي باعتبار عدم خضوعها للشروط الصحية وقد تؤدي هذه المنشطات الجنسية الى مضاعفات صحية قد تؤدي الى الموت. وأما حبة «الفياغرا» التي تباع في الصيدليات فقد تم السماح بذلك منذ سنة 2012 استجابة لطلب رسمي تقدمت به مجموعة من الأطباء الى وزارة الصحة لأخذ الإذن بترويجها في الصيدليات لمساعدة مرضى السكري خاصة. وقد منحت وزارة الصحة ترخيص بيعها في الصيدليات شرط ان يتم استعمالها كدواء وتحت إشراف الطبيب المباشر لحالة المريض. وكانت الصيدلية المركزية صرّحت سنة 2013 أنّ مبيعات «الفياغرا» ترتفع بشكل كبير. أهم العمليات.. «الفياغرا» هي من أكثر المنشطات الجنسية التي تهرب إلى تونس وقد تمكنت الوحدات الأمنية والديوانية من إحباط عشرات العمليات خلال السنة الفارطة ونجحت في احباط مئات العمليات بعد الثورة وصادرت كميات كبيرة من حبوب هذه «النجمة الزرقاء» والتي كانت في طريقها الى السوق السوداء» فتباع في دكاكين عشوائية وفي المقاهي والطرقات. وقد تمكنت المصالح الديوانية من مصادرة كميات كبيرة من «الحبّة الزرقاء» على الحدود التونسيةالجزائرية والحدود التونسية الليبية. ومن بين العمليات الكبرى التي أحبطتها أعوان فرقة الإرشاد بتونسالمدينة بالتنسيق مع إدارة الأبحاث والإرشاد بإقليم تونس يوم 27 جانفي من السنة الماضية وتبين أن مجموعة من العناصر التكفيرية والسلفية تقف وراء تهريب تلك البضائع من ليبيا حيث حجزت لديهم مئات اقراص «الفياغرا» والبدلات العسكرية والمئات البدلات من ‹›النقاب›› داخل المحجوز بمحلات وسط المدينة العتيقة بالعاصمة وحجزت لديهم 9 آلاف حبة «فياغرا». كما أعلنت وزارة الداخلية منذ مدة عن إحباط عملية تهريب «فياغرا» حيث تمكنت فرقة الحدود البرية للحرس الوطني في منطقة مطماطة من ولاية قابس بضاعة مهرّبة على متن سيارة وقد بلغت قيمة البضاعة مليوناً و300 ألف دولار أميركي، وهي عبارة عن حبوب ومراهم وآلات تستعمل في معالجة المشاكل الجنسية ومصدرها هونغ كونغ. كما تمكنت وحدات الديوانة منذ مدة من إحباط عملية تهريب 19600 حبة «فياغرا» في ولاية صفاقس وكشفت التحريات ان ثمن الحبة الواحدة يصل أحيانا إلى خمسين دينارا. المخاطر.. المعروف أن «الفياغرا» هي أكثر الأدوية المقلدة في العالم وقد كشفت دراسات طبية أن استعمالها تنجرّ عنه مضاعفات خطيرة حيث يمنع استخدامها من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب والأوعية الدموية كما يشكل هذا الدواء خطراً على الذين يعانون من الأنيميا المنجلية (فقر الدم المنجلي وهو مرض وراثي) وقرحة المعدة وسرطان الدم.