عن عائشة رضي الله عنها أن يهودا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليكم فقالت عائشة رضي الله عنها عليكم ، ولعنكم الله وغضب عليكم ، قال : مهلا يا عائشة عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ، قالت : أولم تسمع ما قالوا ، قال : أولم تسمعي ما قلت ؟ رددت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في « متفق عليه .وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فاحشا ، ولا لعانا ، كان يقول لأحدنا عن المعتبة ماله ترب جبينه ) أخرجه البخاري . وكان عليه الصلاة والسلام حليما في تغييره للمنكر وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ينظر دائما إلى عواقب الأمور فإذا رأى في ذلك مفسدة صبر حتى يجد الفرصة المناسبة ويبين لصاحبها ، وإذا لم تكن هناك مفسدة باشر تغيير المنكر بيده . ومن أوضح الأمثلة عن ذلك حادثة تبول الأعرابي في المسجد وتسابق الصحابة رضي الله عنهم على توبيخه على هذه الفعلة وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الأمر كله بالحلم والأناة ونهيه لأصحابه عن زجره وتوبيخه فقال : ( لا تزجروه وصبوا على بوله ذنوبا من ماء ) رواه البخاري .قال الحافظ ابن حجر العسقلاني تعليقا على هذا الحديث : ( وفيه الرفق بالجاهل وتعليمه ما يلزم من غير تعنيف إذا لم يكن ذلك منه عنادا ولا سيما إن كان ممن يحتاج إلى استئلافه ، وفيه رأفة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه.