تتميّز مدينة نابل بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وبكثير من البهاء الطبيعي وتعدّد مواقعها ومعالمها وثراء مخزونها التراثي المادي واللامادي وتنوّع الحرف والمهن بقطاع الصناعات التقليدية التي تستمدّها من ارادة الحرفيين على مواصلة الابتكار والتجديد ومحافظتهم على صناعتهم اليدوية لتجاوز اندثارها. وذلك بالمصابرة على شدائد بعض الصعوبات إضافة إلى تاريخية النهضة السياحية وقوة اشعاعها داخليا وخارجيا على امتداد عشريات خلت ولازالت في تحدّ للواقع الحالي بمختلف موانعه الظرفية. ومن بين هذه الحرف اليدوية صناعة السمار التي تهتم بعديد المنتوجات مثل الحقائب اليدوية النسوية والرجالية وقفاف التسوق بمختلف أحجامها والأطباق المنزلية والسلال والحصّر والسجادات وغيرها كثير. وتُستبقُ صناعة هذا المنتوج بتوجه بعض العائلات للعمل الموسمي خلال شهري جوان وجويلية إلى حصاد قصب السمار الذي ينبت عادة برّا بأودية الجهة وتكوينه ضمن حزم تترك أرضا تحت أشعة الشمس ثم تباع إلى النساجين الذين يتولون تنظيفها من الشوائب وينسجون منها قطعا متنوعة الأحجام ذات اللون الأصفر الطبيعي المعتاد أو ألوان أخرى مصبوغة كالأحمر والأخضر والبنفسجي . هذا ويشتري حرفيُو الصناعات التقليدية الذين يتمركزون بنهج الحصايرية بمدينة نابل وذلك بأثمان تتراوح بين 22 و 30 دينارا للمتر المربع الواحد وتقتسم هذه القطع حسب ما تتطلبه «فورمة» النوعية المنتجة وبخياطتها وتكوينها يضاف إليها الجلد الدائري. ويعرف هذا المنتوج التقليدي في السنين الأخيرة تراجع على مستوى عدد الحرفيين إضافة إلى قلة إقبال الشباب على التكوين في خصائصه المهنية إلى جانب صعوبات حقيقية في الترويج الوطني لقلة المعارض والاحاطة بالمهنيين لإيجاد قنوات تعريفية وتسويقية لمنتوجاتهم.