(الشروق) مكتب صفاقس تتميّز منطقة الصخيرة بولاية صفاقس بموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومعالمها وثراء مخزونها التراثي المادي واللامادي وتنوّع الحرف والمهن التي تستمدّها من ارادة الحرفيين على مواصلة الابتكار والتجديد ومحافظتهم على الحرف التي تكاد تصبح مهجورة. الشروق إلتقت بالآنسة وداد بنت الهادي بن حميدة حرفية أصيلة منطقة السواني من معتمدية الصخيرة، حدثتنا عن صناعة السلة «القفة « من السمار والتي تتطلب مراحل عديدة تمر بها، فتبدأ في تصفيف السّمار، وهي عشبة تنبت في شكل خيوط على ضفاف الأودية، تجففها لتصبح مادّة أولية،وبعد تصفيف خيوط السمار تضعها في قدر على النارو تصبغها بألوان مختلفة قبل أن تجفّفها، ثم تجدلها بأصابعها ، لتصنع ضفائر متتابعة في التفافها، تخيط منها في نهاية المطاف "قفة" . وقالت الأنسة وداد أنها شاركت في العديد من معارض الصناعات التقليدية،وتقول إن هذه الصناعة تعتبر حرفة الصابرين حيث تتطلب الكثير من الصبر والعزيمة، لذلك نجد الشباب اليوم عازف عن تعلمها للصعوبات في الترويج ولقلة المعارض والاحاطة بالحرفي لإيجاد قنوات تعريفية وتسويقية لمنتوجاتهم. فلم تقتصر الحرفية وداد علي صنع «قفة» السمار فحسب بل أبدعت في اختراعاتها في صناعات جديدة علي سبيل الذكر المظلات والأطباق المنزلية والسلال والحصّر والسجادات وغيرها كثير التي تتسمُ بالدقة الفنية والجودة العالية وتستجيب لرغبات الحرفاء بالأسواق المحلية والجهوية. وتختم الأنسة وداد قائلة "صناعة القفاف مهنة شاقة تأخذ من وقتك الكثير ومن صحتك الأكثر، رغم ذلك أحبها، فهي كل شيء في حياتي."