مثلت «سنين دايمة» التجربة الوحيدة في التنشيط التلفزيوني للممثلة الخالدة الزهرة فائزة، وكانت أواخر رمضان 1976 ...منوعة هي عبارة عن «لمّة للأحباب» رائعة جمعت نجوم الفن والتمثيل: المختار حشيشة ومحمد بن علي وعمر خلفة وعز الدين بريكة ودلندة عبدو وحسن الخلصي واحمد التونسي وجليلة برهان وجميلة العرابي ورمضان شطا والهادي السملالي ومحمد المورالي وغيرهم.. هذه المنوعة تم بثها مباشرة من استوديو 9 في اخراج للخالد ابولبابة المرابط وأثث المنوعة بالغناء والطرب أسماء لامعة في المدونة الموسيقية التونسية: محمد أحمد وتوفيق الناصر ومحمد الطالبي ويوسف التميمي ونورهان ومحمد الفرشيشي والهادي الجويني ومصطفى الشرفي. وأضفى حضور محمد بن علي (ولد أمي تراكي) والهادي السملالي ومحمد المورالي و(هناني وحميداتو) جوا من البهجة والمرح من خلال تدخلاتهم المرحة والهزلية الخفيفة تجعل من (سنين دائمة) وثيقة تلفزيونية نادرة كسبت الممثلة الزهرة فائزة الرهان كمنشطة لمنوعة تلفزيونية... وأكدت ما تتوفر عليه من إمكانيات إبداعية تجمع بين الاقناع والامتاع. واستطاعت أن تعطي للسهرة مذاقا خاصا شدّ المشاهدين إليها... لقد كانت السهرة بالأبيض والأسود جمعت العائلات التونسية حول جهاز التلفزيون لقضاء سهرة رمضانية شيقة وممتعة. سهرة مكنت المشاهد التونسي من الاقتراب أكثر من «نجومه» الذين أحبهم في (أمي تراكي ناس ملاح) و(الحاج كلوف) و(محل شاهد)... وغيرها من الانتاجات التلفزيونية في تلك السنوات، كما مكّنت المنوعة من التعرّف على الفنانين الذين كتبوا أحلى الأنغام التونسية الخالدة والتي تشعّ بالحبّ والأمل والحياة ومن الوجوه الخالدة في الذاكرة والتي كانت شاركت في «سنين دائمة» الممثل الكبير الراحل عمر خلفة الذي كانت مسيرته ثرية بالعديد من الأعمال من أفلام ومسلسلات اذاعية او تلفزية تعامل فيها مع كل من علي منصور وعبد الرزاق الحمامي وحمادي عرافة. ويحفظ له التاريخ السينمائي حتما دور «القعقاع» في فيلم «القادسية» للمخرج صلاح أبو سيف وغيرها من الأعمال العربية. كما كان من بين الحضور المختار حشيشة الذي قضى أكثر من 27 سنة بين أحضان دار الاذاعة، قدم خلالها عديد البرامج التي اتسمت بالواقعية الاجتماعية والحداثة.. فهو دائم البحث عن الجديد ويعتبر المختار حشيشة أيضا من مؤسسي الاذاعة الجهوية بصفاقس جنبا الى جنب مع المرحوم عبد العزيز عشيش أما محمد المورالي والذي كان ضمن سهرة «سنين دائمة» فقد جمع في مسيرته الفنية بين التمثيل والغناء الفكاهي من خلال انضمامه سنة 1959 الى فرقة بلدية تونس للتمثيل بإدارة المرحوم عبد العزيز العقربي وعمل بها سنوات طويلة ولم يغادرها الا عندما تسلم المنصف السويسي مقاليد الفرقة أما في مجال الغناء فقد قدم محمد المورالي مجموعة من الأغاني الفكاهية منها «الدجال» و«يا جماعة عندي طزينة» و«اقرأ واحفظ» الأغنية التي صنعت شهرته.