كان الإحسان إلى الأرحام من شيم النبي صلى الله عليه وسلم كما قالت له أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها عند بدء الوحي حيث قالت له: «إنك لتصل الرحم...» ومن أمثلة إحسانه صلى الله عليه وسلم لرحمه ما يلي: هدايتهم إلى دين الله تعالى مع ما بذله من جهد جهيد لتحقيق ذلك وليس أدل على ذلك من محاولاته المضنية مع عمه أبو طالب وما جاء من حديث أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال:»لما نزل قوله تعالى: « وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» (الشعراء 214) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فاجتمعوا فعم وخص وقال: يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا املك لكم شيئاً من الله غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها (أخرجه البخاري ومسلم) والبلال: هو الماء والمعنى سأصلها فقد شبه قطيعتها بالحرارة تطفأ بالماء وهذه تبرد بالصلة ورغم خذلانهم ومعاداتهم له إلا انه دعا الله تعالى أن يرفع عنهم القحط والجدب عندما أصابهم القحط فقد قيل له: يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت فاستسقى لهم صلى الله عليه وسلم فسقوا. و ليس أدل على إحسانه مما فعل يوم فتح مكة فلم ينتقم كما يفعل الملوك وإنما دخل صلى الله عليه وسلم يقول: «اليوم يوم الرحمة» وقد أخذ صلى الله عليه وسلم الراية من سعد بن عبادة أثناء دخول الجيش مكة لأنه قال:» اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة» فما كان من النبي الكريم إلا أن قال: « بل هذا يوم تعظم فيه الكعبة « وعندما دخل قال لأهل مكة الذين حاربوه وقتلوا من أصحابه: «اذهبوا فانتم الطلقاء».