تناول خميس الترنان في مسيرته الثرية تلحين الموشحات بأسلوب أضفى عليه الطابع التونسي من حيث المقامات والايقاعات والتراكيب. ويرجع الفضل إلى الشيخ الترنان في إصلاح أوزان موشحات كثيرة ضاعت إيقاعاتها فأضحت بفضله مستمرة التداول بالأداء والدراسات. وتوج خميس الترنان مسيرته الانتاجية بتلحين أول نوبة تونسية سنة 1957 ألفها الشيخ الطاهر القصار باقتراح من رئيس المعهد الرشيدي الأستاذ مصطفى الكعاك ووصف فيها تونس العاصمة . يا من بأندلس يتيه غراما ويذوب في روض العريف هياما دع عنك ذكراها فخضراء الربى تهب الحياة سعادة وسلاما وتحفظ المدونة الغنائية التونسية للشيخ خميس الترنان تلحين العديد من الأغاني الخالدة ومنها ام الحسن غنات فوق الشجرة سامع صداها من العلايل يبرى وللشاعر الشعبي الحاج عثمان العربي * حزت البها والسرّ يا مسميّة الخد وردي والهدب زنجية وللأديب محمد المرزوقي غزالي نفر بعد الغضب ما ولى قلبي عليه حزين ما يتسلى وللشيخ جلال الدين النقاش ياللي بعدك ضيّع فكري ارجع لي للقلب نضمك وللشاعر مصطفى خريف شرع الحب بيني وبينك اللي يحكم نرضى بيه ولحن للهادي العبيدي مجموعة أغان تناول فيها مواضيع ومضامين متنوعة ما احلاها كلمة في فمي كي ننادي ونقول يا أمي شهر الصيام حل بالبر والعمل وله عدة أغان أخرى تناول فيها أهم المقامات الموسيقية العربية بأسلوب أصيل جعل كلّ قطعة منها شاهدا من أروع شواهد الفن العربي تفتح لحفاظها مجال الارتجال والتلحين. وتلحين الشيخ الترنان القصائد كان على نوعين: نوع يتماشى مع مدرسة أبي العلاء محمد ومنه قصيد شيخ الأدباء « قف بالمنازل وانشق طيب رياها اشرح متون صبابتي لليلاها وقصيد الشيخ جلال الدين النقاش () : أنوح فتسخر من أدمعي وتنصف في الحب إلا معي أما قصيدة الشيخ الطاهر القصار: عذل العواذل والهوى فؤادي قد ضاع صبري بينا ورشادي فقد طوع فيه أسلوب أبي العلاء للّهجة التونسيّة). وطبق أيضا مقام الراست، طبقا للأسلوب العراقي، على القصيدة التي ألفها الأستاذ صالح فرحات بالفرنسية وعنوانها : زهرة النرجس وترجمها إلى العربية محمد السعيد الخلصي وطالعه يا زهرة غضّت وضاع أريجها فقطفتها قرب المياه صباحا يتبع