تونس (الشروق) تقع مدينة وذرف على بُعد 15 كلم شمال ولاية قابس ويسكنها حوالي 13 ألف نسمة ويعُود تاريخها إلى العصر البونيقي وتتميّز بواحاتها الغنّاء التي يعمّرها النخيل والرّمان والحناء الفائحة بعبير روائح الخير. وتتميّز بتنوّع مخزونها التراثي المادي واللامادي وبحركتها الثقافية المتعدّدة الخصائص. وتشتهر الجهة منذ القدم ب»مرقوم» وذرف الذائع الصيت بالداخل والخارج والذي يعُود أساسا لجُذور أمازيغيّة توارثته الأجيال المُتعاقبة بحُب الانتماء والهوية. ويعتبر حرفة تقليدية تتواجد بأكثريّة البيُوت «الوذرفية» والتي طوّعتها الحرفيات خصوصا في العشريات الأخيرة بكثير من الإبتكار والتجديد الإضافي مع حفظ الثوابت «الفنيّة» من حيث التقنيّات والرسُوم والألوان الزّاهية وتوظيفها في عديد الاستعمالات والمنتوجات التي طُبعت بكثير من الدقّة والمهارة الفنيّة والجودة ممّا ساهم في اكتساح الأسواق الداخلية والخارجية كمنتُوج له خصوصيته المحليّة من حيث النّوعية «المُسجّلة» والمتفرّدة. هذا ويرتكز صنع المرقوم الوذرفي على عدّة مراحل متناغمة تبدأ أوّلا باقتناء الصّوف وتنقيته وغسله للتخلّص من الشّوائب العالقة ثمّ تحويله إلى خُيوط و»بكرات» من الغزل ممّا يسهّل عمليّة الاستعمال اليدوي وتعتمد الحرفيات في نسج المرقوم على أدوات تقليدية ك «المنسج» والمشط وغيرها. واحتفاء بهذا المنتُوج المحلي يُنتظم سنويا بمدينة وذرف مهرجان وطني للمرقوم يرتكز أساسا على التعريف بالعادات والتقاليد وتسويق المنتوجات الأصيلة بهدف ضمان ديمومة هذه الحرفة ومنتوجاتها وتشجيع الشباب من الجنسين على مزيد الاقبال على هذه الحرفة. هذا وتشارك حرفيّات الجهة في المعارض الجهوية والوطنية إضافة للحضُور الشبه الدائم في الصالونات الوطنية ووقع تتويج العديد من الحرفيات بجوائز وطنية خصوصا.