خارج منطق التعاطي القانوني في ملف «أزمة النداء»، تواترت مؤخرا محاولات الصلح السياسي بين مجموعة الحمامات ومجموعة المنستير ،حركة تتزامن مع مبادرة سيطلقها الرئيس الباجي قائد السبسي قريبا وهو ما يمكن ان يوفّر أرضية تلاق بين الفرقاء في النداء . تونس -الشروق تكثّفت في الفترة الأخيرة مساع محاولة توحيد حزب حركة نداء تونس ،خاصة بعد الانقسام الأخير الذي جعل الحزب ممزقا بين «مجموعة الحمامات « و «مجموعة المنستير» ، وفي غياب أي حسم قانوني للملف واحالة الملف الى المحكمة وهو ما يمكن ان يجعل الملف يطول لعديد الأشهر ، يحاول عدد من الشخصيات الاعتبارية التي تنتمي للنداء حاليا او انتمت للحزب في وقت سابق القيام بتقريب وجهات النظر لحسم الملف سياسيا . إحالة الملف للمحكمة إحالة ملف النداء الى المحكمة الإدارية في ما يتعلق بدائرة باردو واسقاط قائمة مجموعة المنستير وقائمة مجموعة الحمامات ،التي ترشحت للانتخابات الجزئية البلدية ،بعد ان تم حل المجلس البلدي بباردو ، يؤكّد ان قضية النداء يمكن ان تطول لاشهر وتبقى في أروقة المحاكم الى حين حلول اجل الانتخابات التشريعي والرئاسية وهو ما عجّل بمحاولات راب الصدع وإصلاح الامر قبل ان تنطلق الاجال الرسمية لايداع القائمات الانتخابية . مساعي الإصلاح بين المجموعتين متعطّلة في إيجاد الية توفيقية بين المجموعتين ،بحيث يمكن إرضاؤهما على حد السواء وهو أمر لم تتضح ملامحه الى اليوم خاصة وان المراكز المتصارع عليها ،تُعتبر سيادية داخل الحزب مثل رئاسة اللجمة المركزية التي قررت مجموعة الحمامات ان تكون لسفيان طوبال في حين قررت مجمعة المنستير ان تكون لصالح حافظ قائد السبسي ،إضافة الى رئاسة الحزب ومواقع أخرى تعتبر شديدة الأهمية في مستوى اخذ القرار داخل النداء . مساعي الاصلاح مساعي الإصلاح بين فرقاء النداء تتزامن مع مبادرة سيعلن عنها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في الأيام القليلة القادمة ، والتي تؤكّد مصادر مقربة من الرئاسة انها ستحاول حلحلة أزمة «الشرعية « التي تعصف بالحزب منذ انجاز مؤتمره الأخير، وفي هذا السياق قامت رئاسة الجمهورية بعدد من الاتصالات والنقاشات مع المجموعتين وتوصلّت الى ملامح ما سُمي «خطة انقاذ « الحزب . هذه المبادرة سيتم تقسيمها حسب ما صرح به مقربون من الرئاسة ،الى مرحلة أولى تتمثل في ترميم الحركة وإنهاء الانقسامات داخلها، ثم سيتم المرو الى المرحلة الثانية وهي محاولة تجميع ما سمي «بالاحزاب الوسطية « في تاسيس تحالف سياسي يشبه النواة الأولى التي تأسس وفقها النداء في سنة 2012 . فاعلية المبادرة مبادرة الرئيس ولئن لاقت بعض الاستحسان من عدد من الفاعلين السياسيين الا انها تواجه رفضا من قبل فاعلين اخرين يعتبرون ان الباجي قائد السبسي مصطف خلف ابنه حافظ ويحاول تجميع الأحزاب والفرقاء تحت قيادة حافظ وهو ما من شانه ان يضعف مصداقية المبادرة التي سيعلن عنها الباجي قائد السبسي قريبا ، وهو ما يجعله امام خيارين ،اما الدفع في سياق تشكيل تحالف سياسي واسع بمعزل عن وجود ابنه في قيادة هذا التحالف ،او الاصطفاف خلف حافظ وافقاد هذه أي نزعة موضوعية. قرار المحكمة قضت الدائرة الإبتدائية بالمحكمة الإدارية مؤخرا ، بخصوص الطعنين المُقدمين من قبل رئيسي القائمتين المترشحتين عن حركة نداء تونس (شق الحمامات وشق المنستير)، للإنتخابات الجزئية ببلدية باردو، «بقبولهما شكلا ورفضهما أصلا»، وفق ما أعلنه رئيس وحدة الإعلام والإتصال بالمحكمة الإدارية، عماد الغابري. وأضاف الغابري أنه بالإمكان استئناف قرار المحكمة لدى الدوائر الإستئنافية بالمحكمة الإدارية في الطعنين المعنيين المرسمين تحت عدد 1001 و1002 المرفوعين ضد قرار الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، وذلك طبقا لأحكام الفصل 49تاسع عشر من القانون الأساسي للإنتخابات والإستفتاء، مشيرا إلى أن الطور الإستئنافي يمتد على أقصى تقدير 15 يوما من تاريخ الطعن بالإستئناف. وكانت الدائرة الإبتدائية الأولى بالمحكمة الإدارية، قد قررت قبل أسبوعين ، في ختام جلسة مرافعة للنظر في طعنين تقدمت بهما قائمتان مترشحتان عن نداء تونس للإنتخابات الجزئية ببلدية باردو، حجز القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم اليوم الثلاثاء.