السنة الكبيسة هي سنة عدد أيامها 366 يوما علما ان عدد ايام السنة هو 365 يوما ولان دوران الأرض حول الشمس يستغرق 365 يوما وربع اليوم فإنه تقرر جمع هذه الأرباع واضافتها في السنة الرابعة كي تتناسب والتقويم الفلكي فتكون السنة الكبيسة كل اربع سنوات. اما في المخيال الشعبي فإن السنة الكبيسة تعني منطقيا سنة مستعصية وصعبة لذلك يمازح التونسي نفسه بالقول هذه سنة كبيسة ويقصد سنة صعبة. الكبس في مخيالنا هو رمز للصعوبات وله علاقة منطقية بالكوابيس والكابوس. وحتى في لهجتنا الدارجة نقول «إكْبِسْ» ونعني احزم امرك وتحرّك ونفّذ ما يُطلب منك. وحدهم ساستنا لهم مفهومهم الخاص لهذا المصطلح. فهم لا يكبسون الجبهة أي لا يقبلون على الجبهة لحل الازمات هم يكبسون رؤوسهم في ثيابهم كُبُوسا أي يخفونها ويدخلونها فيها. اما عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد فقد خرج الينا سنة 2018 مكبوسا ليقول إن سنة 2018 ستكون آخر السنوات الصعبة على التونسيين. ها نحن نتصارع مع سنة أخرى صعبة وعلى أبواب سنة كبيسة (بالتقويم الفلكي) صعبة. المؤسف ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي نعيشه قادر على كَبْسَ جميع الطموحات (كبس البئر طمرها بالتراب) لجميع مكونات المشهد السياسي ما لم يستيقظ هؤلاء ويتقدموا بمقترحات وبرامج تنقذ الاقتصاد من وضعه. فالحملات الانتخابية التي نترقّبها نريدها صراع برامج وحرب اقتصادية بامتياز كي نستطيع جميعا مغادرة المركب سالمين.