فتحي جبال واحد من عشرات المدربين التونسيين الذين نجحوا في فرض كَلمتهم وتأكيد بصمتهم خارج الحدود التونسية. وقد لفت جبال الأنظار من خلال مسيرته المُتميّزة في البطولة السعودية وبصفة خاصّة مع الفتح الذي حقّق معه نتائج تاريخية. هذه «الهِجرة» النَاجحة لم تقطع صِلة جبال بتونس وبصفة خاصّة ب»قلعة الأجداد» صفاقس التي استنجد مسؤولوها بخدماته لإنقاذ الموسم وإصلاح ما أفسده «كرول» ولم يتخلّف جبال عن تلبية النِداء بمُوافقة من فريقه السعودي. وفي الحوار التالي يتحدّث جبال عن تجربته الظرفية مع «السي .آس .آس» وعن مُغامرته الخليجية. في البَدء يتساءل الكثيرون عن سرّ موافقتك على تدريب «السي .آس .آس» بصفة «المُؤقت» ولفترة زمنية وجيزة قبل العودة إلى السعودية؟ في الظاهر قد تُثير هذه العملية استغراب النّاس غير أن العارفين بالتفاصيل على دراية تامّة بأن تجربتي الخَاطفة مع النادي الصفاقسي أكثر من عَادية. ويعرف القاصي والداني العلاقة القوية التي تربطني ب»السي .آس .آس» وصفاقس عُموما وقد كان من شبه المُستحيل أن أتخلّف عن تلبية نداء الواجب خاصّة أنّني ابن الجهة. كما أنّ صفة «المؤقت» لا تزعجني خاصّة أنّني على قناعة بأن الجمعية تمرّ بظروف صعبة وفي حاجة ماسّة إلى من يُساعدها على تصحيح المسار وإنقاذ المَوسم. وهُناك عامل آخر ساهم في قدومي إلى صفاقس وهو التعاون الكبير الذي أظهره فريقي السعودي الفتح. فقد وافق المسؤولون على التحاقي ب»السي .آس .آس» في شكل إعارة تَنتهي يوم 15 جوان الجاري (الفتح أنهى التزاماته في منتصف ماي الماضي). رغم حداثة عهدك بالفريق فإنّك نجحت في امتحان الكأس وتُراهن على المركز الثاني في البطولة. فهل يُمكن القول إن «هِجرتك» الظرفية إلى صفاقس كانت مُوفّقة؟ رغم صعوبة المَهمّة فإن الفريق تمكّن من العُبور عن جدارة واستحقاق إلى «فينال» الكأس بعد إزاحة الترجي الرياضي في المربّع الذهبي. وأظن أنّنا قُمنا بالمطلوب في انتظار أن يحسم النادي صراع النهائي ويُتوّج باللقب ليكون أفضل هدية لجماهير «السي «آس .آس» المُتعطّشة للتتويجات. أمّا على صعيد البطولة فإنّنا سنقاتل حتى الرمق الأخير أملا في استرجاع المركز الثاني ومن المعلوم أن حلم الوصافة المؤهلة لرابطة الأبطال لم يَعد بين أرجل اللاعبين فحسب بل أنه مُرتبط أيضا بنتيجة «الكلاسيكو» المُنتظر بين النجم والنادي الإفريقي («السي .آس .آس» موجود في المركز الثالث برصيد 49 نقطة والنجم يحتلّ المرتبة الثانية ب 51 نقطة). وسنواجه في الجولة الخِتامية اتحاد بن قردان وهو فريق يفرض الكثير من الإحترام والتقدير ولاشك في أن المأمورية لن تكون سهلة لكنّنا سنبذل قصارى جُهدنا لتحقيق الإنتصار وانتظار النتيجة الحَاصلة في لقاء سوسة بين النجم والإفريقي. من خلال تجربتك العَرضية مع ال»سي. آس .آس» ما الذي يَنقص الفريق ليستعيد مجده المحلي والقاري؟ بالتوازي مع الأهداف الرياضية التي جِئنا من أجلها إلى صفاقس سنُجهّز تقريرا شاملا وكاملا عن وضعية الفريق. وسأضع هذا التقرير على طاولة الرئيس المنصف خماخم يوم 15 جوان وهو تاريخ نهاية مَهمّتي في الطيّب المهيري تمهيدا لقدوم المدرب الجديد. ومن المُنتظر أن يتضمّن هذا الملف كلّ الايجابيات التي وجب تدعيمها وجميع السلبيات التي ينبغي مُعالجته ليكون «السي .آس .آس» أكثر فاعلية ويصعد من جديد على منصات التتويج خاصّة أنه يملك كلّ المُقوّمات الضّامنة للنجاح. كيف تحكم على تجربك الثرية في الكرة السعودية؟ أعتقد أن تجربتي في المَملكة العربية السعودية كانت رائعة خاصّة أنّني أحظى بمكانة مُميّزة في الساحة التدريبية. كما أنّني حقّقت نتائج جيّدة وسيحفظها التاريخ على غرار التتويج بلقب الدوري السعودي مع الفتح للمرّة الأولى في تاريخه (حصل هذا في موسم 2012 / 2013). هل «تُعاتب» الصّحافة التونسية على «تقصيرها» أحيانا في تسليط الضّوء على الإطارات المُهاجرة؟ أعتقد أن الإعلام الرياضي التونسي يحاول قدر المستطاع متابعة اللاعبين والمدربين المهاجرين والإحتفاء بكل المكاسب المُنجزة ليقين الجميع بأن أي إنجاز هو تشريف للكرة التونسية. ومن جانبي أحرص على تقديم صورة طيّبة عن المدرب التونسي من الناحيتين المِهنية والسلوكية وأترك للإعلام حرية انتقادي أوالتنويه بالعَمل الذي أقوم به.