عندما نتحدث عن نجم الكرة العربية وصانع ألعاب النادي الرياضي الصفاقسي وقائد المنتخب الوطني الليبي الشقيق تقفز مباشرة الى الأذهان ميلاد ساحر جديد أبهر عشاق كرة القدم تونسيا وعربيا وحتى أوروبيا مما جعله يدير أعناق زملائه في المشرق والمغرب ويسيل لعاب سماسرة الكرة في العالم خاصة خلال الفترة الأخيرة بعد تجربة موفقة ونتائج وردية خلال منافسات البطولة العربية ساهم جديا في تحقيقها بصفاقس وبالعديد من الملاعب العربية. وبقي هذا الفتى الليبي المدلل فوق ميادين الكرة محافظا على هدوئه وتواضعه الذي جلب له احترام المسؤولين وحب الجماهير في كل مكان... والعشرة الطيبة مع زملائه... عن الجديد في حياة هذا اللاعب الموهوب ومشاريعه المستقبلية وعدة مواضيع تهم كرة القدم التونسية كان لنا حديث الصراحة مع طارق التائب * يعتقد الجميع أنك تمر بفترة انتعاشة قصوى وانك أصبحت النجم الوحيد وبلا منازع بالنادي الرياضي الصفاقسي كما كان قبلك اسكندر السويح فما هو تعليقك؟ بصراحة لست أنا الذي أمر بفترة انتعاشة بل كل أبناء «السي.آس.آس» أبطال إلى حد هذه الفترة وذلك بفضل المواظبة على التمارين وتطبيق الخطط التكتيكية التي يقدمها لنا الممرن المحنك مراد محجوب والانضباط الكلي داخل الميدان وخارجه ولدت صحوة وقوة مجموعة يصعب هزمها وهذا هام في كرة القدم في عصرنا هذا ولا أريد أن أكون شبيها لغيري أو المتسبب الوحيد في تحقيق الانتصارات ولا بد من المحافظة على هذا النسق وهذه الروح التي تجعل من الفريق بطلا على الصعيد الوطني والعربي وساهم في نهضة الكرة في تونس التي تحظى فيها الرياضة بعناية كبرى وتصرف عليها أموال طائلة أثمرت نتائج باهرة أصبح يلمسها القاصي والداني وفي عصرنا هذا السائد حاليا هناك النجومية الجماعية... * كثرت هذه الأيام التشكيات من التحكيم التونسي الى حد يرى البعض أنه مبالغ فيه أحيانا؟ هذا غير صحيح وواقع مر عشته من خلال تجربتي مع الفرق التونسية ولا أخجل اذا قلت أن التحكيم أصبح الدابة السوداء في كرة القدم التونسية والمتسبب في الحاق ضرر بالمنتخب الوطني إذا ما تواصل على هذه الوتيرة لا بد من أخذ موقف جدي ولا أبالغ إذا قلت أن «السي.آس.آس» حرم لحد الآن ممّا لا يقل عن 12 نقطة كان بالامكان كسبها لو تم الاعتماد على خدمات حكام أجانب وهذا الداء أصبح مرضا متفشيا في الملاعب العربية ونشعر أن سببه ليس الضعف في مستوى الحكام بل النية المبيتة لبعضهم لغاية في نفس يعقوب ولعل أطرف ما حدث لنا هذا الموسم أن يقول لكم حكم دولي «تحمل الضربات وعاوني على ظروف التحكيم» لأنني «بو صغيرات» كما يطلب زملاء في فرق منافسة كبرى بالحاح تسريح اللعب واعطائهم فرصة للانتصار... حقيقة انه شيء يبعث على الاستغراب والسخرية أحيانا وهو من المضحكات المبكيات. * البطولة في نصيب من ستكون والكأس من سيتراهن عليها؟ البطولة التونسية أصبحت كالمسلسل المكسيكي الذي يعاد تصويره كل موسم بنفس الممثلين والسيناريو تقريبا وحظ الفرق المتبقية كبيرة قائم ويتقدمهم الترجي الرياضي التونسي الذي أحترم فيه كثيرا عقلية الاحتراف والتنظيم المحكم والتسيير الذكي... أما الكأس اذا ما يتم الاعتماد على تحكيم أجنبي فلا يفلت من قبضتنا مهما كان حجم المنافس هذا الموسم.... * كثر الحديث هذه الأيام عن العروض المغربية التي وصلتك من أوروبا وبالعديد من الفرق المصرية والسعودية فأين الحقيقة وبماذا تعد جمهور «السي.آس.آس» الذي يرغب في بقائك لقيادة السفينة؟ _ بصراحة رغم أني لقيت عدة عروض جدية وليست رسمية خاصة في ثلاثة فرق كبيرة سعودية هي الهلال والأهلي والاتحاد فإني أطمح الى العالمية وأفضل الاحتراف بأوروبا لكسب الخبرة الكافية لتشريف الكرة الليبية والعربية ويمكن أن أبقى بصفاقس وهذا احتمال وارد اذا ما توفرت الظروف الكافية لذلك. وليس قبل نهاية جوان 2004 * يعني أنك تبحث عن المزيد من المال؟ أبدا أنا أجد توازني وراحتي ب»السي.آس.آس» الذي لن أغادره مستقبلا للانضمام الى فريق تونسي آخر ومشكلتي ليست المادة بل التفكير في الاستقرار والأسرة وضمان المستقبل لأعيش مرتاح البال مع عائلتي وبين أصدقائي وتونس بلد لا يشعر فيه العربي بالغربة أبدا وصفاقس لا تختلف في نمط العيش عن طرابلس. * هناك من يقول أن في النادي الرياضي الصفاقسي عناصر بارزة مؤهلة لأخذ موقعها في المنتخب الوطني عن جدارة؟ هذا صحيح لأن لاعبا في حجم أنيس بوجلبان لا يوجد خارج قائمة لاعبي المنتخب فهو أمر محير ونفس الشيء ينطبق على وسام العابدي وهيكل قمامدية وأمير الحاج مسعود وعصام المرداسي وعديد العناصر المنتمية الي فرق تصنف «صغرى» وكذلك بالأقسام الأخرى حقيقة تونس تعج بالمواهب الكروية التي في حاجة الى الرعاية وصقلها ونفس الشيء بالنسبة للجماهيرية العربية الليبية العظمى التي سوف تؤكد حضورها بامتياز في المحافل الدولية في السنوات القليلة القادمة علما وأنه ينتظرنا لقاء هام (اليوم 2 جوان) في الكوت ديفوار في اطار تصفيات كأس العالم للقارة الافريقية واني متفائل بنتيجة اللقاء لفائدة منتخب الجماهيرية. * كلمة حرة بدون رمي ورود أقول أن جمهور النادي الرياضي الصفاقسي من ذهب وقادر على أن يفتح أبواب النجاح لفريقه عربيا ودوليا ولم تشهد عاصمة الجنوب مثله على امتداد عقود من الزمن ولا خوف على «السي.آس.آس» هذا الفريق الشاب الذي لم يعد يقتصر على خدمات لاعبين أمثالي وسأبقى دائما أساند جمهور صفاقس وأعشق «السي.آس.آس» حتى وان كتب وغادرت هذا البلد العزيز الآمن.