بنسق سريع انطلقت المباراة إذ لم تكد تمضي سوى 4 دقائق حتى كاد لوغرين أن يباغت معز حسن بتسديدة قوية والرد كان فوريا من المنتخب الوطني حيث مرت رأسية المساكني فوق المرمى الكرواتي بقليل بعد توزيعة ممتازة من كشريدة (دق 5). المنتخب نجح في ربع الساعة الأول في افتتاح النتيجة من خلال هجوم معاكس قاده المساكني ووصلت خلاله الكرة في الأخير إلى البدري الذي لم يضع الفرصة وسدّد في الشباك الكرواتية (دق 16). بعدها لم نشاهد ما يستحق الذكر من الجانبين حيث غابت الفرص الخطيرة والمحاولات الجدية إلى غاية الدقيقة 34 لما قاد كشريدة هجوما خاطفا مستغلا خطأ من والوسط الكرواتي لكنه تباطأ وأضاع فرصة الهدف الثاني. فرص مهدورة وعلى منواله نسج الخزري بعد دقيقة واحدة حيث أخطأ في التمرير إلى يوسف المساكني الذي كان أمام شباك خالية ليضيع الهدف الثاني مجددا. الهجومات السريعة والخاطفة للمنتخب تواصلت وترجمت استغلالا جيدا لبطء الدفاع الكرواتي والدليل ان الخزري كاد أن يضاعف النتيجة (دق42) بعد امداد ذكي من المساكني لكن تسديدته مرت على بعد سنتيمرات من المرمى الكرواتي. مسلسل إضاعة الفرصاستمر بطريقة غريبة وفي المرة الأخيرة فشل الحدادي في التسجيل بعد كرة من المساكني حيث سدّد في يدي الحارس الكرواتي ليعلن اثرها الحكم عن نهاية الفترة بتقدم منتخبنا. إجمالا يمكن القول ان الشوط الأول اقترن بمردود محترم خاصة في الناحية الدفاعية حيث نجح المدافعون وكذلك لاعبا الارتكاز في مهامهم فيما كان الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية سريعا وظهرت فيه فنيات المساكني والنقطة السلبية هي ضعف التجسيم علما بأن جيراس أقحم كشريدة في هذا الشوط كمتوسط ميدان وكان اختياره موفقا. هدف سريع بداية الشوط الثاني كانت لصالح المنتخب الكرواتي الذي سعى إلى تعديل النتيجة وكان له ما أراد بعد دقيقتين فقط عن طريق برونو بتكوفيتش الذي سدد بقوة وغالط الحارس معز حسن. ضغط المنتخب الكرواتي تصاعد وأصبحت عملياته أكثر خطورة لكن فرصة مضاعفة النتيجة أتيحت ليوسف المساكني في الدقيقة 58 بفضل تمريرة في ظهر الدفاع من وجدي كشريدة وكرته ضعيفة صدها الحارس بسهولة. عقب هذه العملية ترك «النمس» مكانه للسليتي وخرج البدري وترك مكانه لمحمد دراغر (دق 62). إضافة السليتي لم تتأخر فقد كان وراء الهدف الثاني للمنتخب لما تحصل على ضربة جزاء بعد تصدّي فيدا لتسديدته باليد وقد تولى تنفيذها بنفسه مهديا هدف السبق للمنتخب (د68). المدرب الكرواتي وسعيا لاعادة التوازن إلى وسط ميدان فريقه بادر بإقحام لوكا مودريتش لمعاضدة بيريزيتش الذي عزز الهجوم ليتحسن مرورد الكروات فيما أقحم جيراس الفرجاني ساسي مكان الشعلالي والخنيسي مكان الخزري ومعلول مكان السخيري. زملاء مودريتش نزلوا بكل ثقلهم إلى الهجوم فيما واصل منتخبنا انتهاج سلاح الهجومات المعاكسة لكن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على أرضية الميدان أثرت كثيرا على مردود الفريقين لينتهي اللقاء بانتصار مستحق لمنتخبنا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الفرص العديدة التي أتيحت للاعبينا سواء خلال الشوط الأول أو في الفترة الثانية. مؤشرات واعدة إجمالا يمكن القول ان هذا الانتصار سيكون مفيدا جدّا في باقي المشوار خصوصا وأنه تحقق أمام منتخب أوروبي كبير هو كرواتيا لكن لا يجب أن يكون ذلك سببا في تسرب الغرور إلى نفوس لاعبينا فالمنافس لعب في البداية منقوصا من عدة عناصر إضافة إلى تأثيرات نهاية الموسم. في المقابل برزت عدة مؤشرات واعدة أهمها التنظيم المحكم دفاعيا والفورمة الواضحة لبعض اللاعبين على غرار المساكني وكشريدة الذي أعطى حلاّ إضافيا لجيراس من الناحية التكتيكية قد يعطي أكله في ال«كان» كما لا يجب أن نغض النظر أيضا عن حسن استعداد الحارس معز حسن الذي أكد مرّة أخرى أنه الحارس الأول بلا منازع. وربما كانت نقطة الاستفهام الوحيدة في هذا اللقاء هي عدم اللعب بمهاجم صريح لكن قد يكون لجيراس أهدافه من ذلك وهي تجربة المنتخب في هذه الوضعية التكتيكية. تشكيلة المنتخب الوطني معز حسن رامي البدوي ديلان برون ياسين مرياح أسامة الحدادي الياس السخيري (معلول) غيلان الشعلالي (ساسي) وجدي كشريدة أنيس البدري (دراغر) وهبي الخزري (الخنيسي) يوسف المساكني (السليتي)