هذا السُؤال الكبير فرض نفسه بقوّة لعدّة أسباب في مُقدّمتها اقتراب نهاية عقد الشعباني الذي سيصبح في حلّ من كلّ ارتباط في مُوفّى جوان الجاري. وستكون الكرة طبعا في ملعب هيئة المدب لتقرير «مَصير» الشعباني ومن معه من مُعاونين يشتركون في عُنصري الشباب والطموح كما هو شأن التراوي والبوعزيزي والنجار. في انتظار التَقييم منطقيا سيخضع العمل الذي قام به الشعباني في الترجي إلى تَقييم موضوعي ليتحدّد بقاؤه من عدمه. ولاشك في أن الفرصة مُناسبة لفتح هذا الملف خاصّة أن عقد الفريق مع ابنه معين قد شارف على النهاية كما أن النادي سَيُكمل التزاماته يوم 15 جوان بحفل التتويج بالبطولة 29. وفي انتظار الحسم في قضية رابطة الأبطال تبدو الفرصة ملائمة لتحديد مستقبل الشعباني الذي قد يقول البعض إن عقده المعنوي مع الترجي أقوى من كل العقود المكتوبة لكن هذه «النظرية» على رمزيتها الكبيرة لا تُلغي أبدا الحاجة الأكيدة للإتّفاقيات الرسمية حِفظا للحقوق وتفاديا للمشاكل المتأتية من المُعاملات القائمة على منطق «العاطفة» و»الكلمة» ولكم في الخلافات التي حصلت من قبل بين معلول والترجي والبنزرتي والجريء أكبر دليل على ما نقول. النجاح واضح على مُستوى النتائج يمكن القول إن الشعباني حقّق مكاسب تاريخية مع الفريق بعد أن قاده إلى التتويج بأربعة ألقاب من جملة ستة رهانات خاضها الفريق في الأشهر الأخيرة (هذه التتويجات تحقّقت بين 9 نوفمبر 2018 و1 جوان 2019). وقد تحصّل الشعباني على رابطة الأبطال لسنة 2018 وأصبح حسب المُختصين في التوثيق ضِمن أصغر المدربين الفائزين بهذا اللقب الكبير على المُستويين العربي والإفريقي. وبعد فرحة «الشُومبيانزليغ» أهدى الشعباني فريقه «السُوبر» التونسي فضلا عن البطولة المحلية والنسخة الحالية من رابطة الأبطال (المفكوكة مُؤقتا بقرار من «الكاف»). وفي المُقابل خسر الشعباني «مَعركة» الكأس ولقب «السُوبر» الإفريقي وذلك أمام «السي .آس .آس» والرّجاء. اختلافات من الصّعب أن يحصل الإجماع حول مدرب ما وهذا الأمر كان بارزا للعيان أثناء تجارب الفنيين السابقين للترجي مثل معلول والبنزرتي وبن يحيى. ومن الواضح أيضا أن الجماهير الترجية مُنقسمة بين مؤيد للشعباني ومُنتقد له ولكلّ جهة طبعا حُججها ورؤيتها لحاضر ومُستقبل الفريق. ويعتقد البعض أن نتائج الشعباني تتحدّث عن نفسها هذا في الوقت يرى فيه البعض الآخر أن النجاح الرياضي لا يحجب أبدا عدم ارتقاء الأداء إلى المستوى المأمول ويستشهد هؤلاء ب»الإنهيار» الغريب في بعض المسابقات الكبيرة كما حصل في مونديال الأندية على أرض الإمارات أوخلال لقاء «السُوبر» الإفريقي ضدّ الرجاء. موقف المدب أكد رئيس الجمعية في وقت سابق أن ثقته غير محدودة في إطاره الشاب والطموح بقيادة الشعباني والتراوي وقد وفّر لهما المدب «الحماية» خاصّة أثناء فترات الشك وخلال «حملات التشويش» الداخلي و»الخارجي» (هُجومات بعض المُحلّلين الفنيين من ضِمنهم بعض المحسوبين على الترجي) ولا نعرف طبعا إن كان موقف إدارة الترجي ثابت أم أنه سيتغيّر؟ حقيقة أخرى بعيدا عن التقييمات الإحصائية والفنية لعمل الشعباني يُمكن التأكيد أن مدرب الترجي أثبت ولاءه الكبير لجمعيته حتى أنه رفض مناقشة العروض المُغرية التي تلت حصوله على رابطة الأبطال في 2018 (العرض كان من أحد الأندية السعودية). ومن الناحية المالية يشتغل الإطار الفني الحالي مقابل امتيازات معقولة بل أنها تُضاهي ما يحصل عليه بعض اللاعبين الاحتياطيين في الفريق. ومن الواضح أن الشعباني يؤمن كثيرا بثقافة الإنتماء ومن الرافضين لنكران الجميل تجاه الفريق الذي صنع شهرته كلاعب قبل أن يعبّد له الطريق لمعانقة المجد كمساعد ثم كمدرب أول دون أن تكون له الإجازة الفنية اللاّزمة لاحتلال مثل هذا الموقع الرفيع والذي مرّ منه بن عزالدين ومحجوب و»لومار» و»بيتشينزاك» والبنزرتي ومعلول وبن يحيى...وغيرهم كثير.