التأمت امس الاربعاء 12 جوان في قاعة صوفي القلي بمدينة الثقافة في العاصمة ندوة فكرية حول كيفية تمويل السينما التونسية بأشكال اخرى، وذلك في اطار برنامج مهرجان السينما التونسية الذي يقام بمدينة الثقافة من 10 الى 15 جوان الجاري. تونس «الشروق»: نظمت الهيئة المديرة لمهرجان السينما التونسية صباح امس الاربعاء بمدينة الثقافة وسط العاصمة ندوة فكرية بعنوان « كيف نمول السينما في تونس بصيغ مختلفة « اشرف عليها كل من المخرج ابراهيم اللطيف والناقد السينمائي كمال بن وناس، وشارك فيها من تونس المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري، والمدير العام لايام قرطاج السينمائية نجيب عياد والخبير احمد أمين عزوزي مختص في الصناعات الثقافية، الى جانب الموزع والمنتج السينمائي الفرنسي مارك سندبيرغ وممثل منظمة العمل الدولية دافيد اندروفون من فرنسا ومسؤولة الانتاج السينمائ في بلجيكا سيبيل سايز سميتس. وتعرض المتدخلون في الحصة الصباحية من الندوة الى الصناديق او المؤسسات الاروبية الداعمة كمصدر تمويل او مساعدة للسينما في تونس، والبرامج التي تقوم بها بعض المنظمات الدولية على غرار منظمة العمل الدولية ومنظمة اليونسكو... لابد من تغيير كلمة دعم و تحدثت المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري عن مجموع برامج التعاون التي يقوم بها المركز مع مؤسسات فرنسية وبلجيكية، مشيرة الى آخر برنامج تعاون مع فرنسا استفاد منه اكثر من 15 مشروعا سينمائيا تونسيا . وكشفت أن هناك برنامجا اخر شبيها مع فرنسا يمتد على ثلاث سنوات مثل البرنامج المذكور الذي اشرف على النهاية . واكدت العتيرى على وجود برنامج تعاون اخر مع بلجيكا بصدد الإعداد. في المقابل نبهت المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة من قدم قوانين السينما في تونس التي تعود الى ستينيات القرن الماضي، موضحة انها لم تعد تتماشى ومتطلبات الأطراف الأجنبية الداعمة التي يتعامل معها المركز اليوم . وقالت نحن بانتظار الاصلاحات الجديدة على مستوى القوانين التي تجاوزها الزمن على حد تعبيرها، وخصوصا قانون الدعم على الانتاج . ودعت الى ضرورة تغيير كلمة « دعم « او مساعدة لانه لم يعد معمول بمثل هذه الكلمات في ظل التطورات الاجتماعية والاقتصادية الجديدة . واكدت ان هناك مستثمرين خواص يريدون المساهمة في الانتاج السينمائي في تونس ولكن بعقلية مختلفة لا تعول على الدعم المجاني، فهم يريدون على حد تعبيرها ضمانات، وخصوصا نصيبهم من الأرباح . كما تحدثت عن برنامج توحيد نظام تذاكر الدخول الى قاعات السينما لانه يعد بمثابة الضمان لدى المستثمرين للانخراط في مجال الانتاج، واشارت الى ان هناك أطرافا ( اصحاب قاعات سينما ) مازالت ترفض عملية التوحيد. السينما قادرة على تشغيل مئات الشباب وكشف ممثل منظمة العمل الدولية دافيد اندروفون في مداخلته عن برنامج تقوم به المنظمة منذ مدة في تونس في اطار البحث عن مواطن شغل للشباب مثنيا على كفاءة الشبان التونسيين من خريجي المعاهد السينمائية والمولتيميديا . وقال ان المنظمة بصدد تنفيذ برنامج في تونس تحت عنوان العمل اللائق للشباب والمرأة مشيرا الى اختيار تونس الكبرى لتنفيذ برنامج للشباب يخص السينما والصورة وابتداع الالعاب الإلكترونية . واوضح ان قطاع السينما في تونس بحكم تطوره من حيث الانتاج والإقبال قادر على تشغيل مئات الشباب من خريجي معاهد السينما مثنيا على كفاءة هذا الجيل وذكائه . وقال انه معجب بالسينما التونسية منذ تسعينيات القرن الماضي مشيرا الى مشاهدته لعديد الافلام وهو صغير على غرار عصفور السطح وريح السد . واكد انه فوجىء كثيرا بالإقبال على الافلام التونسية في القاعات خلال هذا الموسم . وقال انه لما قدم الى تونس قبل أعوام وجد أفلاما أمريكية واروبية في قاعات تونس الى جانب بعض الافلام التونسية القليلة، ولكنه اصطدم هذه المرة حسب تعبيره بغزو السينما التونسية لكل القاعات . ومن هذا المنطلق كانت الفكرة على حد قوله تنظيم ورشات تكوين في تونس الكبرى للشباب من خريجي معاهد السينما والعاملين في القطاع من اجل تأهيلهم. واوضح انه لابد من تقنين العمل السينمائي وبعث قوانين تحمي حقوق التقنيين وكل العاملين في مجال السينما والصورة. وقال انهم بصدد تأهيل العديد من الشباب الناشطين في مجال السينما والصورة والمولتيميديا لخوض معترك العمل بمعارف تضمن حقوقهم المادية والمعنوية بدءاً من عقود العمل القانونية وصولا الى الضمان الاجتماعي والصحي…