بالتوازي مع الجُرعة المعنوية التي تحصّل عليها بفضل الفوز الودي على كرواتيا، احتلّ المنتخب المركز 25 على صعيد الترتيب العالمي والثاني على المستوى القاري (بعد السينغال) هذا فضلا عن الاستحواذ على صدارة المنتخبات العربية. ويبقى التصنيف الصّادر عن «الفيفا» من المكاسب «الشّرفية» في نظر الكثيرين لكن لا أحد يُنكر أهميته في الرفع من المعنويات خاصّة أنه يأتي في المرحلة الأخيرة من التحضيرات لكأس افريقيا ولاشك في أن المجموعة تحتاج إلى مِثل هذه «الأنباء السارة» والمُحفّزة على التألق في «الكَان» المُرتقبة في مصر. بورندي في الموعد وصلت بعثة الفريق البورندي إلى تونس تمهيدا للمُواجهة الودية أمام منتخبنا الوطني بعد غد في ملعب رادس انطلاقا من السّابعة والربع مساءً. وقد أقرّت الجامعة مجانية الدخول رغبة منها في حشد أكبر عدد مُمكن من الأنصار في هذا الامتحان الودي والأخير قبل السّفر إلى مصر. وكان منتخب بورندي قد اختار إجراء تربص تحضيري في قطر وكانت الفرصة مناسبة لبرمجة اختبار ودي أمام الجزائر وقد انتهى هذا اللّقاء بهدف لمثله. ومن المعلوم أن منتخب بورندي مُترشح إلى «كان» مصر ويتواجد في المجموعة الثانية التي تضمّ أيضا نيجيريا وغينيا ومدغشقر. دون حضور الجمهور يُواصل المنتخب الوطني تحضيراته في ملعب زويتن وقد اختار المدرب «ألان جيراس» أن تدور التمارين خلف الأبواب المُغلقة تماما كما حدث في التربصات السابقة. ولاشك في أن الآراء تختلف حول هذا الإجراء التنظيمي بين مُؤيد ورافض. وقد تنتصر بعض الجهات ل»جيراس» لإعتقادها الراسخ بأن الفريق الوطني في حاجة إلى الهدوء التامّ والحد الأدنى من «السرية» لضبط توجّهاته الفنية. في الوقت الذي تعتقد فيه أطراف أخرى بأنه من حق الجمهور التونسي حضور جانب من التمارين لتشجيع اللاعبين وتقوية العلاقات بين الفريق الوطني وأنصاره. صراع قوي بعد إقصاء علي معلول من قائمة «الكان» سيشتدّ التنافس بين الثنائي أسامة الحدادي وأيمن بن محمّد على مستوى الجهة اليسرى للدفاع. وقد كان من المتوقّع أن تكون دعوة لاعب الترجي من أجل إثراء منطقة الوسط غير أن إبعاد معلول خلط الأوراق بشكل يجعل خطة الظهير الأيسر محلّ نزاع بين الحدادي وبن محمّد الذي يحذق اللّعب في أكثر من مركز (ظهير أيسر - لاعب وسط - جناح). وهذه الخاصية متوفّرة أيضا في الحدادي القادر على الظهور في الجهة اليسرى أوأيضا في محور الدفاع. هذا وتؤكد المعلومات القادمة من المنتخب أن بن محمّد كان مُتشوّقا للظهور في اللقاء الودي الأخير أمام كرواتيا غير أن «جيراس» اختار الإبقاء عليه في بنك الإحتياط خاصة أنه كان يشكو من بعض الأوجاع وربّما كان يفتقر إلى الجاهزية اللاّزمة ليظهر في تشكيلة المنتخب. تحت الضّغط يُواجه إلياس السخيري بعض الضغوطات في ظل تزايد الأصوات التي تُطالبه بأداء أفضل مع المنتخب الوطني. ويعتقد الكثيرون أن السخيري يملك مؤهلات عريضة برهن عنها مع «مونبليي» حيث يُعتبر لاعبنا الدولي أحد أفضل العناصر أداءً وأكثرها مشاركة في تشكيلة الفريق الفرنسي (37 مباراة) وهذه الامكانات لم تُقابلها مردودية كبيرة في صفوف المنتخب الوطني.