رغم اقتراب موعد «الكَان» فإن تشكيلة منتخبنا مازالت «غامضة» ولم تعرف الإستقرار وهذه الحقيقة تؤكدها الأرقام. فقد خاض الفريق الوطني أربع مُواجهات مع مدربه الفرنسي «ألان جيراس» وتمّ خلال هذه المباريات تشريك 62 عنصرا بالتَمام والكمال. تجارب مُتواصلة بالتعمّق في التفاصيل نُلاحظ أن فريقنا الوطني خاض مع «جيراس» 4 لقاءات بين رسميات ووديات. وقد كانت المُصافحة الأولى أمام «اسواتيني» بتاريخ 22 مارس 2019. وتندرج تلك المقابلة في نطاق الجولة الخِتامية من التصفيات المُؤهلة لكأس افريقيا. وبعد الفوز السّاحق على «اسواتيني»، أجرى المنتخب ثلاثة اختبارات تحضيرية وذلك أمام الجزائر والعراق وكرواتيا على أن يَختتم فريق «جيراس» سلسلة الوديات بمُلاقاة بورندي مساء الغد في رادس. وبالتثبّت في الأرقام نجد أن «جيراس» اعتمد على 62 عنصرا في المُواجهات الأربع المذكورة (أي ما يُعادل 15.5 لاعب في اللّقاء الواحد). فترة «جيراس» لم تتّسم بكثرة اللاعبين المُراهن عليهم فحسب بل أن مدرب المنتخب فتح «مخبر» تجاربه للمُحترفين والمحليين وحتى الشبان أبرزهم مارك اللّمطي الذي شكّل إحدى المفاجآت الكبيرة بعد قرار ترسيمه في قائمة «الكَان» (اللّمطي من مواليد عام 2001 والتحق منذ مدّة وجيزة بالفريق الأوّل ل»باير ليفركوزن» الألماني). قراءات قد نجد العديد من التفسيرات لفهم خيارات «جيراس» التي افتقرت إلى الإستقرار. ومن الواضح أن مدرب المنتخب اختار منح الفرصة لأكبر عدد مُمكن من اللاعبين قبل القيام ب»غربلة جُزئية» تمّ بموجبها «إقصاء» عدد من العناصر التي لا تتناغم مع مُتطلبات المرحلة ومع «فلسفة» المدرب كما هو شأن صيام بن يوسف وعلي معلول وفخرالدين بن يوسف. وبالتوازي مع «حَالة التجديد» التي يعرفها المنتخب ساهمت عدة عوامل أخرى في تمديد فترة «التجريب» من ذلك الغيابات المُسجلة في صفوف بعض الأسماء الوازنة لدواع مُختلفة. ومن المُلاحظ أيضا أن «جيراس» رفض «التسرّع» واختار «استكشاف» امكانات جلّ اللاعبين مع «تجريب» بعضهم في مراكز مُختلفة قبل أن يحدّد التشكيلة الأمثل والأفضل لخوض «الكَان». هذا ما لم يقرّر تغيير تشكيلته من لقاء إلى آخر خاصّة أن الحسابات قد تختلف حسب ظروف المباريات وقوّة الخصوم (تونس ستواجه في الدور الأول من «الكَان» منتخبات أنغولاومالي ومُوريتانيا). هل تتّضح الرؤية في لقاء بورندي؟ يُنهي المنتخب سلسلة مُواجهاته التحضيرية بمُلاقاة بورندي يوم غد في رادس. ولا نعرف إن كان «جيراس» سيضع حدّا ل»تجاربه» على هامش هذا الامتحان الودي أم أنه سيواصل تكريس الغموض وإخفاء «أوراقه» إلى حين انطلاق «الكَان»؟ وقد يؤكد البعض أن المنطق يفرض الكشف عن التشكيلة المثالية من أجل التعوّد على نسق المُباريات وتحقيق التناغم المنشود. هذا في الوقت الذي قد يتبنّى فيه البعض الآخر (من ضمنهم «جيراس») الرأي القائل بأنّ التشكيلة سَتُتحدّد يوم اللّقاء وسيقع ضبطها حسب جاهزية اللاعبين ومُتطلّبات المقابلات وأيضا نوعية المُنافس. عين على منافسي المنتخب.. مالي تتعادل أمام الكامرون وموريتانيا تكتسح مدغشقر في نطاق التحضيرات لكأس افريقيا تعادت مالي بهدف لمثله أمام الكامرون وقد جاء هدف الماليين عبر تصويبة مُمتازة من مُحترف ليل الفرنسي «يوسف كوني». والجدير بالذكر أن هذا اللقاء احتضنته أمس الأول قطر ولاشك في أن الإطار الفني لمنتخبنا الوطني تابع هذه المواجهة بإنتباه كبير بحكم أن مالي تَتواجد ضمن مجموعة تونس مِثلها مثل أنغولا وموريتانيا الفائزة وديا على مدغشقر بثلاثة أهداف لهدف وذلك في اللقاء الذي جمع بينهما يوم الجمعة في المغرب. بسبب ظرف عائلي «قاهر» .. ترخيص استثنائي لكشريدة تمتّع النجم الصاعد في تشكيلة المنتخب وجدي كشريدة بترخيص استثنائي يسمح له بمغادرة تربّص المنتخب. وتفيد مصادرنا أن كشريدة كان أمام حتمية الحصول على «إجازة» ظرفية للسفر إلى فرنسا بهدف الاطمئنان على أحد أفراد عائلته الذي تؤكد مصادرنا أنه في حالة صحية حرجة. ومن المعروف أن منتخبنا يستعد لمواجهة بورندي يوم غد في رادس انطلاقا من السابعة والربع مساءً. وستكون هذه المباراة الأخيرة في برنامج التحضيرات لكأس افريقيا المُنتظرة في مصر بين 21 جوان و19 جويلية.