يتجه اطراف النزاع داخل الجبهة الشعبية نحو تصعيد محموم وغير مسبوق ينسف فرضية رأب الصدع ويفتح على سيناريوات خطيرة تهدد كيانها بالانفجار والتصدع. تونس «الشروق»: وتطور الخلاف صلب الجبهة الشعبية وبين حزب العمال وحزب الوطد الموحد بشكل لافت في الايام الاخيرة متجها في نسق تصاعدي مشوب باتهامات واتهامات مضادة و تصعيد من الطرفين ينبىء بحدوث الاسوإ في قادم الايام. تصعيد حاد تطورات الخلاف في فصوله الاخيرة بدأت من تقدم النواب المستقيلين من الجبهة الشعبية بطلب تكوين كتلة برلمانية تحمل نفس الاسم خلال الاسبوع الماضي واعلام هيئة الانتخابات بوجودها القانوني، وهو توجه دفع اليه حزب الوطد الموحد في علاقة بتأزم الوضع داخل ائتلافهم الذي حافظ على تماسكه طيلة 7 سنوات تقريبا. هذه الخطوة اثارت حفيظة حزب العمال واختار الرد عبر حشد عدد من الامناء العامين للجبهة الشعبية في اجتماع جرى السبت الماضي دون حضور الامين العام لحزب الوطد زياد الاخضر، حيث اعتبروا فيه أنّ الخطوة التي قادها حزب الوطد الموحد ورابطة اليسار العمالي تعد عملا تآمريا وانقلاب بهدف السطو على الجبهة، كما اعلن المجتمعون أنهم سيشرعون قريبا في اتخاذ كل التدابير السياسية والتنظيمية والقانونية التي تكفل حماية الجبهة. في المقابل اختار حزب الوطد الموحد الرد من خلال عقده للدورة 19 للجنته المركزية يومي السبت والاحد ومن ثمة اصدار بيان يوم امس اعتبر فيه ان استمرار بعض الامناء العامين للجبهة الشعبية في عقد اجتماعات واصدار بيانات هو مضيّ في نهج الانقلاب التصفوي على المجلس المركزي المنتخب من الندوة الوطنية الثالثة كقيادة شرعية للجبهة. وأكّد الحزب في بيانه أن الناطق الرسمي في إشارة الى حمة الهمامي، اختار نهج القطيعة مع نواب الجبهة الشعبية عندما رفض التعاطي مع دعواتهم ورسائلهم المتكررة ودفعهم إلى الاستقالة وهو ما تمّ تلافي تداعياته الخطيرة بالنجاح في إعادة تشكيل كتلة الجبهة الشعبية. كما تضمّن البيان أنّ الناطق الرسمي اشترط عبر وفود الوساطة التي وجهها لحزبنا لحل الازمة وإنهاء القطيعة إصدار بيان يرشحه للانتخابات الرئاسية رافضا دعوة المجلس المركزي للانعقاد لتدارس سبل تجاوز الخلافات وهو مااعتبره الحزب تذكيرا بسلوك الغدر والمخاتلة والتصميم على الاستيلاء على الجبهة الشعبية ورهنها لفائدة شخص وليس لمناضليها ومناضلاتها ومختلف مكوناتها. كما اعلن الحزب تمسّكه بالأرضية السياسية للجبهة الشعبية واعلان توسيع المشاورات مع قواعد الجبهة ومنضاليها في اتجاه عقد ندوة وطنية رابعة تفتح للجبهة الشعبية مرحلة جديدة من التوسع الجماهيري. نحو مقاضاة حمة الهمامي منسوب التصعيد بين قيادات الجبهة الشعبية مستمر وفي تصاعد حيث أكد القيادي في حزب الوطد الموحد المنجي الرحوي امس انهم سيقاضون الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي من اجل الاستيلاء دون وجه حق على شعار الجبهة الشعبية وذلك في علاقة بما نسب اليه من اتهام بتسجيل اسم الجبهة الشعبية في معهد الملكية والمواصفات 8 ايام اثر اغتيال الشهيد شكري بلعيد دون علم اي كان من مكونات الجبهة الشعبية قبل ان يفتضح امره مؤخرا. وأوضح منجي الرحوي أنهم جاهزون لخوض كل المعارك القانونية قائلا:المعركة سياسية ولا نريدها في هذا المستوى لكن قاموا بجرنا اليها ونحن لها، وحمة الهمامي مستبد ولم يعد له صفة الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية.» نهاية الجبهة من جانبه اصدر حزب الطليعة العربي الديمقراطي بيانا اشبه مايكون بنعي الجبهة الشعبية معلنا فيه انتهاء الجبهة الشعبية بالصيغة التي تأسست بها وبالتوازنات التي قامت عليها والآفاق التي رسمت لها وحتى بالمعاني التي انطوت عليها أرضيتها السياسية، وعبر الحزب في بيان صادر عنه أنه يسجل بكل مرارة وألم حقيقة انتهاء مرحلة مهمة من النضال السياسي التقدمي المشترك برغم كل النقائص والسلبيات التي عرفتها هذه المرحلة «. في المحصلة تمضي خلافات الجبهة بنسق تصاعدي تطور الى حد معركة التمثيل القانوني ومن المنتظر ان يعقد مجلس امناء الجبهة بايعاز من حزب العمال ندوة صحفية غدا للرد مجددا بشكل ينذر باستمرار الصراع لفترة طويلة باتت تنذر بتفجر الجبهة الشعبية.