جندوبة (الشروق): غابات بني مطير التي تمتد حسب تأكيدات مبروك القدواري رئيس دائرة الغابات بجندوبة على مساحة 3500 هك وتوجد بها 3 استراحات مهيئة وهي «عين الأجمال»و «عين الدبة»و «البلالة»كما يمكن ان يتضاعف العدد حين تتم تهيئة استراحتين بمنطقتي «الدماين» و«المواجن» حيث تتواجد بحيرات طبيعية رائعة يمكن استغلالها في بعث استراحات للعائلات. تتكون هذه الغابات من الفرنان والزان وغابة شعراء متنوعة إضافة لغابات اصطناعية تتكون من الصنوبريات وتتميز المنطقة بمناخ نادر يشجع على الاستراحة والترفيه وبعث محطة او اكثر استشفائية بالمياه الحارة نظرا لتواجد الشلالات والبحيرات الجبلية والعيون الطبيعية وهو مخزون حري بالتثمين وحسن استغلاله طبيعيا وسياحيا والمحافظة عليه من كل مظاهر الاعتداء. غير أن نقص وتواضع استغلال الغابات بجهة جندوبة رغم مساحتها الشاسعة وثرائها حرم المواطنين وخاصة العائلات من استغلال هذا المخزون الغابي للترفيه وقضاء أوقات ممتعة، بل تحوّلت هذه الغابات الى اماكن مفضلة للمارقين عن القانون، حيث تنص كل مساء الطاولات وتنظم الحلقات لتعاطي كل انواع المسكرات امام مرأى الجميع، وفي ظل صمت مريب للسلطات، رغم ما يمثله ذلك من خطر كبير على الامن وعلى استمرارية الرداء الغابي. استراحات تحوّلت إلى خمّارات (م ز ) من بني مطير أكّد أن تحول الغابات والاستراحات إلى مكان لاحتساء الخمر والسهرات الخمرية هو اعتداء صارخ على الغابة أولا وعلى العائلات خاصة وأن مثل هذه الاستراحات والفضاءات جعلت للعائلات ولكن للاسف وقع الحياد عن دورها الرئيسي حين احتلها شبان وكهول قادمين من مناطق أخرى غير عابئين براحة المتساكنين وأهالي المنطقة فيحدثون هرجا ومرجا وموسيقى صاخبة تتواصل لساعات متأخرة من الليل دون حسيب أو رقيب. محمد الهادي الونيسي رئيس بلدية بني مطير أكّد أنه تمت ملاحظة هذه الظاهرة وأن استراحة عين الاجمال على سبيل الذكر حادت عن دورها كفضاء لاستراحة العائلات وأصبحت تحت سيطرة الخارجين عن القانون وهو ما أثر على المكان من الناحية الأخلاقية وحتى البنية التحتية حيث تتراكم المياه والاوساخ والفضلات هذا إضافة للمخاطر التي قد تعقب الجلسات الخمرية حيث تترك في بعض الأحيان نيران مشتعلة قد تتسرب للغابة وهنا قد اعلمت البلدية السلطات الأمنية قصد اتخاذ التدابير اللازمة. اجراءات ردعية والي جندوبة علي المرموري أكد بدوره أنه سيتم اتخاذ جملة من التدابير منها تدخل السلطات الأمنية من خلال دوريات للتصدي للظاهرة والحفاظ على هذه الاستراحات لتؤدي دورها الاجتماعي وحفاظا على الغابة من جهة وعلى حرية المواطنين وحقهم في التمتع بالغابة كفضاء للترفيه والاستمتاع بجمال الطبيعة. حماية غابات بني مطير وفي اطار المبادرات والاستراتيجيات الرامية لحماية غابات جندوبة عامة وبني مطير خاصة أعلنت جمعية المرأة والشباب والطفولة بجندوبة عن انطلاق مشروع لحماية غابات بني مطير والذي تناهز كلفته حوالي 100 ألف دينار. والمشروع حسب تأكيد رئيسة الجمعية سميرة مديوني ممول من طرف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة ويهدف لحماية الغابة والثروة الغابية ببني مطير من معتمدية فرنانة ,ويتضمن هذا المشروع تكوين 15 دليلا سياحيا بيئيا من الشباب المعطلين عن العمل ببني مطير وكذلك تهيئة أماكن استراحة للسياح بقرية بني مطير وإنجاز مسلك صحي على طول 8 كلم مع تهيئة مسلك الشلال وحماية جوانبه. كما يتضمن المشروع بناء فضاءين بالقرية لبيع المنتوج الغابي. من جانبها أكدت حكمت عاشور المنسقة الوطنية لبرنامج المبادرات الصغرى لمنظمات المجتمع المدني بمنطقة شمال إفريقيا أن مشروع جمعية المرأة والشباب والطفولة بجندوبة يكتسي أهمية كبرى من حيث صيانة وحماية الطبيعة ومكوناته التي ستكون هامة من حيث العناية بالبيئة وحماية الطبيعة وسيكون دورنا المرافقة والمتابعة والتمويل فاليوم حماية الطبيعة وبالإضافة لكونها مسؤولية الجميع فإنها تكون على عدة أوجه ,تبدأ بالحماية من كل اعتداءات وأولها الحرائق والاستغلال العشوائي وتلويثها وثانيها تثمين المنتوج الغابي وتحسين البنية التحتية بها لتطوير كل مقومات السياحة البيئية والإيكولوجية والتي في الحقيقة متوفرة بمنطقة بني مطير وتحتاج مشاريع في الدعم والتثمين. عيسى المرواني المندوب الجهوي للسياحة بجندوبة أكّد أن السياحة الغابية تندرج ضمن السياحة البديلة أو السياحة الخضراء وتساهم بنسبة 10 % في السياحة بالجهة والمحافظة على الغابة وتثمينها يكون بتركيز استراحات عائلية ومسالك صحية وبيئية بين المدن والمواقع الأثرية وكذلك التشجيع على المشي وتعاطي رياضة الدراجات النارية والهوائية والرحلات وهنا لا بد من تسطير خطة استراتيجية لتثمين الغابة سياحيا وثقافيا حتى تصبح السياحة الغابية من العادات المهمة بما ينظم القطاع أولا ويجعل من أبرز مقومات المشهد السياحي بالجهة على امتداد الفصول الأربعة والمراوحة بين السياحة الشتوية المخصصة للاستمتاع بالثلوج والسياحة في باقي الفصول للاستمتاع بالخضرة والمياه التي توفرها العيون والشلالات والبحيرات والطبيعة الجبلية النادرة.