تونس - الشروق سلسلة ذاكرة وابداع التي كان يصدرها المركز الوطني للاتصال الثقافي من أهم المشاريع التي بعثتها وزارة الثقافة منذ احداثها. كان المركز الوطني للاتصال الثقافي التابع لوزارة الثقافة الذي يتمتٌع بشخصية إدارية ومالية مستقلة ينظٌم مجموعة من الأنشطة والندوات الفكرية من حين إلى آخر ولكن انجازه الكبير كان احداث سلسلة تعنى بأعلام تونس وكل ما يتعلٌق بالذاكرة الثقافية وقد كان الأستاذ عبدالوهٌاب الدخلي وراء احداث هذه السلسلة التي صدر منها حوالي الخمسين كتابا قبل أن تتوقٌف في 2015. ومن بين الكتٌاب الذين أصدروا كتبا فيها نذكر أبوزيان السعدي أنس الشابي عزالدين المدني عبدالرؤوف الخنيسي محمد المي وغيرهم ومن الشخصيات التي قدٌمتها السلسلة نذكر سليمان زبيس علي بن عيٌاد عبدالرزاق كرباكة محمد العروسي المطوي الهادي العبيدي وغيرهم كما اهتمت ببعض التجارب مثل جمعية الخلدونية وجريدة الحاضرة وغير ذلك. اغتيال يمكن اعتبار هذا المشروع تم إغتياله رمزيا فلا يوجد مبرر واحد لتوقف هذه السلسلة الرائدة التي تقدٌم كتبا غير آكاديمية تحتاجها المكتبة التونسية وهي كتب بسيطة التكلفة وأسعارها في المتناول وكان من المفروض أن تتواصل هذه السلسلة لمزيد التعريف برواد الثقافة التونسية وأعلامها من شخصيات أدبية وفكرية ومسرحية وتشكيلية وسينمائًية. ميزانية المركز الوطني للاتصال الثقافي لن يثقلها إصدار عشر أعداد من ذاكرة وابداع في السنة كما أعتقد أن الحفاظ على هذه السلسلة أكثر نجاعة وجدوى من تنظيم سهرات فنية في رمضان فهذا ليس من مهام المركز وقد لاحظنا في رمضان الماضي أن مضخات الصوت في المقهى المجاور تعلو على أصوات الفنانين في فضاء الصالحية. فإذا كان العائق ماديا فعلى الوزارة دعم المركز ليواصل إصدار السلسلة أما إذا كان توقٌف السلسلة اختيارا من إدارة المركز أو من الوزارة فإن القرار يحتاج الى إعادة نظر في أقرب وقت.