وسط تفاؤل كبير أقلعت طائرة المنتخب مساء أمس من تونس نحو مصر استعدادا لخوض ال»كَان». وقد كانت «الشروق» حاضرة لحظة توديع الفريق الوطني ورصدنا الأجواء قبل هذه المُغامرة الإفريقية التي يحلم خلالها أبناء «جيراس» في التخلّص من «عُقدة» الدور ربع النهائي وبلوغ المربّع الذهبي ولِمَ لا مُطاردة اللقب الذي لم تتذوّق تونس طعم الفوز به سوى في مناسبة يتيمة عام 2004. وعود اللاعبين «سقف طموحاتنا مُرتفع بل غير محدود». هكذا تحدّث اللاعبون الدوليون عن الحظوظ التونسية في «كَان» مصر. ويعتبر لاعبو المنتخب أن الجيل الحالي يملك مُؤهلات جيّدة وهو ما سمح له بالذهاب إلى المُونديال واحتلال مراكز مُتقدّمة في الترتيب الدولي (حاليا المركز 23 عالميا ومن قبل المَرتبة 14). ويعتقد لاعبونا أن الفرصة سانحة لبلوغ الدور نصف النهائي ولم لا الوصول إلى «الفِينال» والمُراهنة على اللّقب. الوزيرة في المساندة رغم تشتّت مجهوداتها بين الشباب والرياضة والصّحة فقد كانت الوزيرة سنية بن الشيخ حاضرة في المطار لتوديع البعثة التونسية وتحفيز اللاعبين للذهاب بعيدا في ال»كَان». وصول الوزيرة كان مُتأخّرا نوعا ما لكنّها تمكّنت في النهاية من إدراك البعثة قبل الإقلاع نحو مصر والقيام بواجبها تُجاه الفريق الوطني. تَحذيرات في تصريح ل «الشروق» أكد طبيب المنتخب سهيل الشملي أن كلّ اللاعبين في صحّة جيّدة بما في ذلك المهاجم طه ياسين الخنيسي الذي كان قد اشتكى من بعض الأوجاع على هامش المباراة الودية الأخيرة أمام بورندي. وأشار الشملي في السياق نفسه أن الإطار الطبي للمنتخب أنجز ما وعد به وتمكّن من تأهيل الفرجاني ساسي الذي ظهر في الوديات مُؤكدا أنه بدأ يسترجع مؤهلاته المعهودة. وفي سؤال عن الاحتياطات والإجراءات التي اتّخذها الطرف التونسي بمناسبة ال»كَان» قال طبيب المنتخب إن فريقنا يملك تقاليدا عريقة في المسابقات القارية والدولية وقد جهّز كلّ ما يحتاجه على الصعيد الطبي والغذائي. ولم يُخف الشملي قلقه الكبير إزاء المَخاطر المُحتملة من اللّعب في درجات مُرتفعة وقال طبيب المنتخب إن ال»كاف» تَتحمّل لوحدها مسؤولية العواقب الوخيمة لبرمجة بعض المباريات في «عزّ القايلة». وأكد الشملي أن صحّة اللاعبين تحت التهديد قياسا بالمشاكل التي قد يُواجهها البعض على مستوى القلب بفعل ارتفاع درجات الحرارة (خاصّة عندما تتجاوز سقف 40 درجة). وكانت تونس قد طالبت رئيس ال»كاف» بتغيير توقيت المباريات وذلك على هامش اللّقاء الذي جمع وديع الجريء بالملغاشي أحمد أحمد في تونس. وقد تبنّت بورندي بدورها «المُبادرة التونسية» وطالبت بتعديل توقيت مقابلات ال»كَان» حماية لصحّة اللاعبين (بورندي فقدت منذ فترة قصيرة نجمها فاتي بابي الذي وفاه الأجل في الميدان). الجدير بالذّكر أن ال»كاف» قرّرت خلال الساعات الأخيرة ايقاف مباريات كأس افريقيا لمدة ثلاث دقائق لتمكين اللاعبين والحكّام من تناول الماء (التوقّف سيكون في الدقيتين 30 و70). فريق التلفزة الوطنية خصّصت التلفزة التونسية فريقا بستّة صحفيين وتقنيين لمرافقة المنتخب في مُغامرته الإفريقية. وستقوم بعثة القناة الوطنية بتغطية كواليس المنتخب على امتداد فترة اقامته في مصر ومن المُنتظر أن تحصل مشاركة أبناء «جيراس» في الكأس الإفريقية على الحيّز الزمني الأكبر في الحصّة التي ستبثّها التلفزة العمومية بعنوان «يوميات الكَان» (بداية من يوم السّبت في حُدود التاسعة ليلا). دعم كبير لشواط أظهرت الأجواء التي سبقت رحلة مصر الدعم الكبير الذي يحظى به مهاجمنا الواعد فراس شوّاط على خلفية الاستفزازات المُخزية التي واجهها على هامش اللّقاء الودي الأخير أمام بورندي. وقد بادرت الجامعة بتنزيل فيديو يُوثّق أهداف شواط مع تونس و»السي .آس .آس». ومن الواضح أن هذه العملية تندرج في نطاق الدعم المعنوي لشوّاط الذي مازالت بعض الجهات المُتعصّبة و»العُنصرية» على مهاجمته مُتناسية بأنه لا فرق بين تونسي وآخر إلاّ بالعمل. ونظن أن شوّاط من أكثر اللاعبين عطاءً كما أنه لم يبخل بحبّة عرق واحدة في سبيل خدمة صفاقس والمنتخب الذي منحه فراس فرحة التأهل إلى «كان» مصر بفضل ثنائيته الغالية في شباك النيجر. والحقيقة أن «الحَملة» التي يتعرّض لها شواط غير بريئة وتقودها بعض «النفوس المريضة» قياسا بتصرّفاتها الغارقة في التعصّب والعُنصرية التي لا مكان لها في بلد عربي مسلم وكان عبر تاريخه الطويل مسرحا لإلتقاء الناس من كل الألوان والألسن والأديان. لاعب آخر حظي بدعم الجميع وهو وجدي كشريدة الذي فقد مُؤخرا شقيقه. تركيبة البعثة التونسية اللاعبون: فاروق بن مصطفى - معز حسن - معز بن شريفية - ياسين مرياح - وجدي كشريدة - نسيم هنيد - أيمن بن محمّد - محمّد دراغر - ديلان برون - كريم العوّاضي - رامي البدوي - أسامة الحدادي - مارك اللّمطي - غيلان الشعلالي - أنيس البدري - إلياس السخيري - الفرجاني ساسي - بسّام الصّرارفي - يوسف المساكني - نعيم السليتي - وهبي الخزري - ياسين الخنيسي - فراس شواط - أيمن دحمان (في خطّة مرافق) الإطار الفني: الفرنسي ألان جيراس (مدرب) - ماهر الكنزاري - فريد بن بلقاسم - أنيس البوسعيدي (مساعدون) - حمدي القصراوي (مدرب حراس المرمى) - مبارك الزطّال (التَقييم) الإعداد البدني: محمّد التونسي - فراس بالي الإعداد الذهني: الفرنسي دافيد غودوف الفيزيوناج: وليد تمنصور المسؤولون: وديع الجريء - هشام بن عمران - ابراهيم عبيد الإداريون: محمّد الغربي - المنصف الخويني - حسن الوسلاتي الإطار الطبي: سهيل الشملي - أكرم حذيري - مجدي التركي - فتحي الناوي - محمّد الغربي - طارق شمس الدين التغذية: أنيس اليعقوبي التنظيم: محمود الطرابلسي الإعلام: قيس رقاز - جودة الخنيسي المطبخ: وفيق بلعيد - سامي بريك قالوا قبل السفر المدرب ألان جيراس: «قُمنا بتحضيرات جيّدة لكأس افريقيا كما أنّنا نملك مجموعة لديها مؤهلات عريضة فضلا عن تقاليدنا العريقة في مِثل المسابقات القارية. وكلّ هذه المُعطيات تجعلنا ندخل ال»كَان» بطموحات كبيرة». نسيم هنيد: «سنبذل قُصارى جُهدنا لتحقيق أحلام الجمهور التونسي الذي من حقه أن يطالب بالوصول إلى المربّع الذهبي ولم لا المنافسة على التاج الإفريقي. ومن جانبي أشعر بسعادة كبيرة لظهوري في تشكيلة المنتخب وسأفعل المستحيل للمساهمة في نجاح دفع المنتخب في صورة قرّر المدرب وضع ثقته في شخصي». رامي البدوي: «أظهر فريقنا استعدادات جيّدة في اللّقاءات الودية التي خُضناها أمام العراق وكرواتيا وبورندي وأظن أننا في أتمّ الجاهزية لكسب التّحدي في ال»كَان». أنيس البدري: «نملك جيلا مُميّزا وقادرا على الذهاب بعيدا في الكأس الإفريقية ولاشك في أن فريقنا لن يترك الفرصة تمرّ دون أن يدافع عن حقّه المشروع في بلوغ المحطات النهائية من هذه المسابقة القارية». هشام بن عمران (رئيس لجنة المنتخبات): «أعتقد أن الجامعة التونسية لكرة القدم قامت بالواجب ونجحت في برمجة التربصات واقامة الوديات. واجتهدت قدر المُستطاع لتوفير كل مُمهدات النجاح لتضع بذلك الكرة في مرمى اللاعبين ليستبسلوا في الدفاع عن أحلام التونسيين». تغطية سامي حمّاني (صور طارق سلتان)