في مصر حيث الأهرامات «العَظيمة» والحَضارات القديمة تنطلق اليوم مُنافسات كأس افريقيا في نُسختها الثانية والثلاثين. وتدين ال»كَان» بالكَثير للمصريين بعد أن أخذوا على عاتقهم مسؤولية احتضنها بدل الكامرون التي لم تكن جاهزة لإستقبال ضيوفها بسبب الضّعف الواضح في البِنية التحتية. ومِثل هذه الفضائح التنظيمية ليست بالغَريبة عن الكرة الإفريقية الغَارقة في التخلّف والمُتعاقدة مع الفَساد. النُسخة الحالية من ال»كان» ستدور بمشاركة 24 فارسا فيهم الخبير بأجواء ال»كَان» ومن لا عهد له بهذه المواعيد الكَبيرة كما هو شأن بورندي ومُوريتانيا و»منتخب الرئيس». والحديث عن مدغشقر التي أهدت الكرة الإفريقية أحمد أحمد الحالم بنجاح هذا العرس القاري أملا في «تَبييض» ال»كاف» وإنقاذ نفسه من جحيم الإنتقادات التي تُحاصره بفعل التجاوزات الحاصلة في نهائي «الشُومبيانزليغ» بين الترجي والوداد فضلا عن التحقيقات التي يخضع لها الرّجل بسبب شُبهات الفساد الذي كنّا نحسب أنه إلى زوال بعد رحيل «الرئيس المُعمّر» «عيسى حياتو». من الناحية التنظيمية، تملك مصر الشقيقة كلّ الخبرات الضرورية للعُبور بهذه الكأس إلى برّ الأمان رغم أنها تأتي في ظروف خاصّة والكلام طبعا ليس عن الجانب الأمني والسياسي وإنّما عن التوقيت. ومن المعلوم أن فعاليات الدورة الرّاهنة سَتُقام في الصّيف لا الشتاء كما جرت العادة وقد أثار هذا التوجّه تحفظات بعض المنتخبات المُتخوّفة من التأثيرات الخطيرة للحرارة على صحّة اللاعبين وكانت تونس وبورندي في صدارة الفِرق المُعترضة على برمجة بعض اللقاءات في «غرغور القايلة». على المستوى الفني، يعتقد الكثيرون أن اقامة ال»كان» في الصّيف قد تساهم في ارتفاع الأداء خاصة أن النجوم القادمة من البطولات الأوروبية ستقدّم أفضل ما عندها من مهارات بحكم أنها أكملت التزاماتها مع الجمعيات الحَاضنة ما يجعلها تلعب بشكل متحرّر وبمنأى عن الضغوطات المُعتادة بسبب «حرب المقاعد» و»فيروس الفيفا» (أي الإصابات التي تحدث مع المنتخبات الوطنية). الجانب الفني يطرح نقطة أخرى خِلافية ويتعلّق الأمر بعدد المشاركين وتأثيراته في المردودية والتنافسية. ومن المعروف أن النسخة الحالية من كأس افريقيا ستشهد حضور 24 منتخبا بدل 16 مُترشّحا كما حَصل في السابق. ولا نعلم إن كانت كَثرة المنتخبات المشاركة ستساهم في إشعال المُنافسة أم أن «التُخمة» الكبيرة من المُباريات سَتُضعف المستوى الفني للكأس التي قد تتأجّل فيها «الصِّدامات» الثقيلة إلى المرحلة الثانية خاصة أن النظام الحالي للبطولة سيمنح وثيقة التأهل إلى صاحبي المركزين الأول والثاني من كل مجموعة فضلا عن أحسن 4 فرق في المرتبة الثالثة (أي أن عدد المترشحين إلى المرحلة الثانية سيكون في حدود 16 منتخبا). على صعيد الترشيحات حدّد المُتكّهنون قائمة طويلة عريضة تضمّ أبرز المنتخبات التي تدخل من وجهة نظرهم ال»كان» بحظوظ كبيرة للفوز باللّقب. وتتضمّن هذه اللائحة مصر بوصفها صاحبة الأرض والجمهور وسيّدة الكؤوس الإفريقية لكلّ الأوقات فضلا عن المغرب والجزائر والسّينغال والكامرون وهي حاملة الكأس في نسخته الأخيرة. ولاشك في أن هذه الترشيحات تبقى مُجرّد «تَخمينات» وقد يَصدق أصحابها وقد تسقط هذه التوقّعات في الماء خاصّة أن الكرة لا تعترف دائما بالمنطق ويشهد تاريخ ال»كَان» نفسه على الكمّ الهائل من المفاجآت التي فجّرتها منتخبات لم يُرشّحها أكبر المتفائلين لنيل المجد. ونستحضر في هذا السياق على سبيل الذّكر لا الحَصر زمبيا التي تخلّصت من الإنهزامية وتمرّدت على «القوى التَقليدية» لتنتزع اللقب في دورة 2012. وهذه العيّنة الحيّة تجعل كلّ المنتخبات المُشاركة تقف على نفس الخط وتدافع عن حقّها المشروع في الزّعامة الإفريقية التي نحلم بأن تكون تونسية خاصّة أن فريقنا يملك كلّ المؤهلات ليُكذّب الترشيحات ويعود من مصر بالكأس الغالية. وإن أدارت لنا الكأس ظهرها فإنّنا نتمنّى أن تكون من نصيب أحد المنتخبات العربية انتصارا للأخوة التي تريد بعض الجهات تدميرها عبر «كرة العَار والفَار». البرنامج: كأس افريقيا للأمم (اللّقاء الإفتتاحي / مُنافسات المجموعة الأولى) في القاهرة (س21): مصر – الزمبابوي (الحكم الكامروني أليوم نيانت)