اختارت النسخة 30 من كأس أمم إفريقيا غينيا الاستوائية أن يكون مربعها الذهبي مؤثثا بمنتخبات جنوب القارة السمراء بعد أن عجز المنتخبين العربيين التونسي والجزائري عن عبور ربع النهائي ليواصل ال«كان» للمرة الثالثة على التوالي التمنع أمام منتخبات شمال إفريقيا سيما أن النسختين الماضيتين عرفتا تتويج المنتخب الزامبي والمنتخب النيجيري. اليوم تعطى ضربة بداية الدور نصف النهائي الذي سيقام على يومين سيفتتح مشواره بمواجهة منتظرة بين المنتخب الإيفواري ومنتخب الكونغو الديمقراطية سيكون ملعب «باطا» شاهدا على عبور أحد المنتخبين إلى المشهد الختامي للنسخة الثلاثين من كأس أمم إفريقيا. صحيح أن كفة زملاء بوني نجم الأفيال الجديد الأرجح لعبور فهود الكونغو الديمقراطية لكن الساحرة المستديرة دائما ما أسست لغير المنطق وأثثت المفاجآت خاصة أن مثل هذه المباريات لطالما لعبت على جزئيات بسيطة تلغي التكهنات المسبقة وعوامل التاريخ والنجومية. فرصة مثالية تعوّد المنتخب الإيفواري في السنوات الماضية أن يكون المرشح الأكبر للفوز باللقب في ظل ترسانة من النجوم تزين فرق الصف الأول في القارة العجوز لكن بعض التفاصيل والثقة المفرطة في الإمكانيات التي تصل إلى حد الغرور جعلت «الفيل الإيفواري» يخرج من ال«كان» بخفي حنين وبخيبة يترجمها غيابه منذ 1992 عن منصة التتويج القارية لكن يبدو أن النسخة الحالية غير سابقتها خاصة أن زملاء «يايا توريه» لم يقدموا المستوى المنتظر منهم في المباريات الماضية إلا أنهم يتواجدون في المباراة قبل الأخيرة للمسابقة بفضل مدرب محنك وثعلب يدرك جيدا خفايا الكرة الإفريقية ومتمرس بالمسابقة القارية بعد أن شارك في عدة دورات وتوج مع المنتخب الزامبي في دورة 2012 في أحد مفاجآت الكأس في تلك البطولة وليس «أرفي رونار» السلاح الوحيد للأفيال أيضا «وليفراد بوني» الهداف المنتشي بانتقاله ل «المان سيتي» والباحث عن تأكيد أنه المهاجم القادم للكرة الإيفوارية والإنقليزية في ظل المؤهلات التي يمتلكها يعد أقوى أسلحة كوت ديفوار في هذا الدور نصف النهائي الذي يرنو فيه المنتخب البرتقالي التواجد في النهائي بعد سنوات عديدة ومن الغياب. موعد جديد مع الذكريات يجدد منتخب الكونغو الديمقراطية اليوم ذكريات الماضي حين كان منتخب «الزايير سابقا» أحد ابرز عناوين الكرة الإفريقية ومنتخبا تمكن من تحقيق التاج القاري في مناسبتين وتتويجها بمشاركة في كأس العالم لكن عوامل التقاسيم وتغيير الاسم أعاد الكرة في الكونغو الديمقراطية إلى الوراء وحتمت إعادة البناء التي انطلقت بثورة الفرق التي بات صوتها مسموعا في القارة السمراء وهو ما مهد الطريق أمام الجيل الحالي للعودة من جديد على خريطة الكرة في «الماما أفريكا» حيث استفاد «الفهود» من وصول «فيتا كلوب» لنهائي رابطة الأبطال بما أن صاحب الانجاز مع المنتخب هو ذاته حيث استنجدت الجامعة بالمدرب «فلورينت لبينجي» ليكون الربان في ال«كان» ويحقق المدرب المواطن ما عجز عنه عدة مدربين أجانب بتواجد الكونغو الديمقراطية في المربع الذهبي الذي لن يكون الهدف سيما أن زملاء «ديو ميرسي مبوكاني» يبحث عن استرجاع مجد الأجداد وصناعة تاريخ جديد للكرة وتقديم أقوى مفاجآت الدورة بإقصاء أحد المرشحين للفوز باللقب الإفريقي والتواجد في المباراة النهائية للنسخة 30 من كأس أمم إفريقيا التي كانت استثنائية ولم لا أن يؤكد «الفهود» هذا الاستثناء... الكونغو الديمقراطية قدمت ما يشفع لها لتأثيث مربع الذهب الإفريقي بعد أن دك شباك الجار الكونغولي برباعية مثيرة رفعت جرعات الثقة لمجابهة أقوى الامتحانات أمام «الأفيال». الحلم يراود المنتخبين بين أفيال تأمل تتويج جيلها الذهبي بلقب قاري غائب منذ سنين ومنتخب يبحث عن محاكاة التاريخ واسترجاع أمجاد الأجداد. محمد ياسين البرنامج ملعب باطا (21:00)الكونغو الديمقراطية– الكوت ديفوار: التحكيم نيانت أليوم ( الكاميرون)