لايزال الاف الطلبة في الجامعات والكليات دون امتحانات في الوقت الذي يواصل فيه عدد كبير من الأساتذة مقاطعتهم وإضرابهم الإداري... عرفت الجامعة التونسية هذا العام أسوأ فترة في تاريخها ولم يعرف الطلبة التونسيون كارثة بهذا الحجم... لا نتفق مع الأساتذة الذين قاطعوا الامتحانات ولكننا ندين بشدة عجز الوزارة وفشل وزير التعليم العالي في حل المشكل... الذين سيدفعون الثمن باهظا هم الطلبة في الوقت الذي كان من المفروض ان تكون الوزارة مؤتمنة على مستقبلهم ومصيرهم... الوزير يتحمل جزءا كبيرا من المشكل ومن الأزمة، كان عليه ان يقبل ويتمسك بالحوار والتفاوض كلف الأمر ما كلف وكان على الوزير ان يدرك ان الأمر يهم الاف الطلبة... الآن الجامعة التونسية تعرف هجرة غير مسبوقة للأساتذة والمدرسين وأيضا للأسف للطلبة... الاف الطلبة التونسيين يفكرون الان في الهجرة ويفكرون في الدراسة في الجامعات الأجنبية حيث تتوفر فرص النجاح والمبادرة والخلق والإبداع في حين تعاني الجامعة التونسية من النقائص والمشاكل ونقص الإمكانيات وغياب التجهيزات... نخشى ان نستيقظ في السنوات القادمة فلا نجد جامعة ولا نجد طلبة ولا نجد تعليما عاليا في تونس... في بلدان العالم الآخر الدراسة في الجامعات وفي التعليم العالي أصبحت متاحة للجميع والجامعات تطورت وظيفتها ونحن في تونس هناك معاهد عليا مهددة بالغلق وآلاف الطلبة يغادرون الجامعة ولا ينهون تعليمهم والعديد منهم اختار البحث عن طرق الهجرة السرية... لماذا وصلنا الى هذه الحال... لماذا نعجز عن حل اشكال قائم بين الوزارة والنقابات... لماذا يحرم الاف الطلبة من الامتحانات ولماذا يكون مصيرهم مجهولا... الوزير مطالب بأن يجد حلا وبأن يدرك ان حاضر الجامعة التونسية محزن... سفيان الأسود